رواية زين وغزل للكاتبة موني عادل
نظرت لما بين كفيها فأمسكت بذلك المحبس ووضعته حول إصبعها ووقفت تتأمله لكثير من الوقت بينما كان واقفا يتأملها ويشاهد فرحتها فتحدث قائلا حسنا لقد تأخر الوقت يكفي ذلك فلتذهبي للنوم .. ذلك ما نطق به زين بعدما أعطاها تلك الهديه التي ما أن رأتها حتي سلبت عقلها ..
أومأت له فلم تستطيع أن تتحدث فليس هناك حديث قد يعبر عما بداخلها تركته وذهبت بإتجاه غرفتها فذهبت لتتوضي ووقفت بين يدي الله عز وجل لتدعوه وتتضرع إليه فهو الملجأ والملاذ فكم دعت الله ليعوضها عن فقدانها لوالديها وقد عوضها بعائلة تحبها وتعاملها بأحسن معامله فظلت تدعو الله قائله ر بي إني أسألك أن تريح قلبي وفكري وأن تصرف عني شتات العقل والتفكير .. ربي إن في قلبي أمورا لا يعرفها سواك فحققها لي يا رحيم .. ربي كن معي في أصعب الظروف وأريني عجائب قدرتك في أصعب الأيام .
تدعو الله وتشكره علي لطفه وكرمه ..
في الصباح وقفت تعد طعام الافطار مع زوجه عمها فلفت أنتباه زوجه عمها ذلك المحبس الذي تضعه حوله إصبعها فتحدثت تشاكسها قائله أري بان هناك من قدم إليك هديه
أجابتها وقد أحمرت وجنتها حرجا نعم زين قد جلبه من أجلي
تحدثت بسهتانه وهي لا تعي لما حولها قائله بالطبع أي شئ من زين يعجبني فأقت علي ما قالته وقد أخذت بالها من أبتسامه زوجه عمها المتسعه علي ما تفوهت به فتنحنحت قائله أقصد نعم أعجبني
حضنتها زوجه عمها وهي تتمني لها السعادة فرحه من أجلها ومن أجل زين فلقد وجد كلا منهم ما كان يبحث عنه تدعو الله بان إبنها قد فاق قبل فوات الاوان ...
نظر إليها عمها وراها مرحبه وتريد الذهاب معه فوافق علي مضض ثم أدار بصره ونظر لزين قائلاحسنا ولكن لا تتأخر وأيضا نسيت أن أهنئك علي خطبتك لغزل دون علمي انهي حديثه ينظر إليه ينتظر رده فتحدث زين قائلا هذه مجرد هديه بسيطه فلا يوجد شئ قد تغير فأنت الخير والبركه يا ابي وعندما تأذن ويحين وقت أرتباطي بغزل ساحضر لها ماتريده وتؤشر عليه
بعد تناول الطعام ذهب ليتحدث مع والده ويخبره بانه لا يستطيع الانتظار اكثر وانه يريد أن يعرف الجميع بأن غزل تكون خطيبته وان كل شيء سيبقي كما هو فسيسافر بعد حضوره زفاف صديقه وسيرجع كل شيء كما كان طوال السته اشهر الماضيه يكفيه الان إعلان خطبتهم وافق والده علي إعلان خطوبتهم للأهل والجيران ولكنه عليه بالسفر سريعا فألسنه الناس لا ترحم فمن قبل كانوا ينظرون لغزل علي أنه أخته ولكن الان الوضع قد تغير ....
في السياره بعدما غادر زفاف صديقه كانت تجلس بجواره في صمت والغيره تنهش قلبها مما حدث في ذلك الزفاف فلما كانت القاعه مختلطه لقد كانت نظرات الفتيات لزين نظرات مستفزه فأين حياء تلك الفتيات تذكرت حديث تلك السيده التي سمعتها تتحدث مع صديقتها قائله لو عندي فتاه لكنت زوجتها إليه فجميع الفتيات تتمني شاب كزين ..
نظرت إليه وجدته جالسا يتابع الطريق في هدوء فتحدثت قائله زين هل من الممكن أن توقف السيارة لأتحدث معك قليلا
نظر إليها بطرف عينه مستغربا ما الذي تريد الحديث فيه الان ثم أوقف السيارة علي جانب الطريق وأنتظر إلي أن تحدثت قائله زين ماهو رأيك عن التعدد
ضحك بملا صوته فلم يكن يتوقع بأن ذلك هو ما تريد التحدث معه بشأنه حاول ان يتحكم في ضحكته فتحدث قائلا اذا كنت قلقه بأن أتزوج الثانيه فذلك الأمر بيدك وليس بيدي
كتم ضحكته علي ماظهر علي وجه غزل عقب إنتهائه مما قاله...
فتحدثت قائله أنا أعلم بان ذلك أمر الله عز وجل أجازه لكم ومؤمنه بذلك ولكني أريد أعرف رايك ..
تحدث إليها قائلاأنصتي ياغزل تلك غريزه التغير الله سبحانه وضعها في الراجل فيوجد راجل ملتزم لو حس بأنه بحاجه للأمر يفكر في الحلال ويتزوج علي سنه الله ورسوله وفي راجل أخر إلا ما رحم ربي بيذهب في طريق الغلط وقد يقع في المعصيه وفي كلتا الحالتين الزوجه بيدها التغلب علي ذلك بإهتمامها ببيتها وزوجها والتغير من نفسها وذاتها للأحسن وألا تقصر في معاملتها مع زوجها وربها ..
تحدثت قائله هل من الممكن أن تتزوج في يوم للمره الثانيه..
شعر زين بحدة الموقف فأسرع في تلطيف الأجواء قائلا هل سيكون معي ملكة وأنظر للجواري
لم تشعر بتلك الكلمات العذبه التي خرجت من صميم قلبه فغيرتها كانت اقوي من أن تشعر بأنها من ملكته بكل جوارحه وأنه يؤكد لها بأن ليس هناك قبلها ولا بعدها إن شاء المولي ...
أشغل محرك سيارته ليكمل طريقه ويذهب الي المنزل فعليه ان يجهز حقيبته فسيسافر غدا في الصباح الباكر يدعو الله ان تمر تلك السته أشهر علي خير استرق النظرات إليها فوجدها تنظر من نافذه السيارة شارده تتابع الطريق في صمت فلا يعلم ما حدث لكل ذلك ولما تسأل تلك الأسئله فهو لم يفعل شيئا قد يشعرها بأنه من هؤلاء هواة التعدد ..
وصل امام المنزل فما ان اوقف السيارة حتي ترجلت منها مسرعه لتدخل إلي المنزل فأسرع ليلحق بها ونادي بإسمها فلم تجيبه وأكملت طريقها فوضعت مفتاحها بالباب لتفتحه وتدخل وجدته يمسكها من معصمها يضغط عليه پعنف ليديرها بإتجاهه وتحدث پغضب قائلاهل من الممكن أن أعرف فيما أخطأت معك ولما أنت غاضبه وما كل تلك الأسئله اجيبيني ياغزل فسأسافر غدا ولن تراني لمده ستة أشهر فلا أريد أن أذهب وهناك ما يغضبك مني..
أمتلئت عيناها بالدموع وتحدثت بحشرجه تجاهد ليخرج صوتها قائله لا عليك صدقني لست غاضبه منك يبدو وأنني حساسة جدا تلك الايام أرجوك أنسي ما قلته ولا تغضب مني ..
تحدث بهدوء وقد أختفي غضبه قائلا لست غاضبا منكي ولكني غاضبا من نفسي إذا كنت قد أغضبتك ولم انتبه لذلك ..
نظرت إليه ولم تتحدث ثم استدارت لتفتح الباب ودخلت لغرفتها مباشره..
تنهد بصوت مرتفع ودخل إلي المنزل واغلق الباب خلفه وذهب لغرفته ليجهز حقيبته ويسافر في الصباح فسيكون عليه أن ينتظر لسته أشهر ليراها ويجتمع معها من جديد
كان كلا منهم بغرفته يجافيه النوم فهناك من يفكر في كيف ستمر تلك السته أشهر من البعد والجفا وهناك من يفكر في المستقبل وحياتها معه وما سيحدث لها إذا فكر في الزواج لمرة ثانية ستجن إذا فعلها سمعت صوت أذان الفجر فذهبت لتتوضي وتتضرع إلي الله وتخرج تلك الافكار من عقلها ..
في الصباح الباكر ودع والديه وسافر فلم يراها كم تمني أن تخرج وتودعه وتتمني له أن يعود إليها سالما ليجتمعوا سويا
ولكنها فضلت المكوث بغرفتها علي أن تراه وتودعه ذلك ما فكر به هو ولكنها كانت بغرفتها تصلي وتدعو الله أن يعود إليها سالما وأن يجمع بينهم علي خير ...
هي زوجتي.. عنوانها عنواني وحبيبتي.. بستانها بستاني
ورفيقة العمر الذي أيامه .. في بيتها أزكي من الريحان
هي أم أبنائي و روضة وهجتي وشريكتي في الفرح و الأحزان
هي من إذا مل الفؤاد .. رأيتها زهرا جديدا يانع الالوان
و إذا اشتكيت من الصعاب ..وجدتها سهلا مريحا لين الأركان
و إذا أتيت من الظهيرة تعبا.. كانت كأنفاس النسيم الحاني
في وجهها أمل و ملئ عيونها .. هي نعمة الرحمن يا أخواني
نمشي علي درب السلام و في يدي يدها ..فتشعرني بكل أمان
مرت عليه تلك الفتره من أصعب ما يكون لا ينفك عن التفكير فيها ولا عن سبب ڠضبها وعدم رؤيتها له قبل سفره فتمر عليه الأيام لا جديد فيها يجهد نفسه في عمله حتي يكف عن تذكرها ولكنها تأبي أن تتركه للحظه أو تخرج من تفكيره سيجن من كثرة التفكير كيف هي ماذا تفعل ما بها كل تلك الأسئله تخطر علي باله ولم يجد إجابه لها لما لم يصادف ولو لمره واحده أن تجيب علي الهاتف ليسمع صوتها ويطمئن عليها تنهد بصوت مرتفع وأخذ نفس قويا يملأ به صدره لعله يسكن ألامه ...
كانت بغرفتها ممسكة بهاتفها بين كفيها تتذكر حديثه معها ومحاولته لإرضاءها دون أن يفعل شيئا يغضبها تريد أن تهاتفه وتتحدث معه فتعتذر منه ولكن خجلها وحيائها يمنعها فهو الرجل لم يفعلها تخشي من رد فعله إذا فعلتها وهاتفته أن يغضب ويثور عليها ..
فظلت تفكر كثير وقد قررت أنها ستهاتفه فهي من كانت مخطئة وأغضبته منها فلقد سلمت نفسها لشيطانها وسمحت له بالدخول بينهما ...
ضغطت علي زر الإتصال وأنتظرت ليجيبها سمعت صوته يتحدث ملقيا بالتحيه فأنقطعت أنفاسها ما أن أستمعت لصوته فعم الهدوء