رواية زين وغزل للكاتبة موني عادل
ويطلب أجازه فمنذ شهور وهو يتمني العودة يفكر في ذلك اللقاء كيف سيكون فكل يوم يمر عليه يفكر فيها وفي اليوم الذي سيعود فيه ويراها واقفة أمامه تسترق النظرات إليه وإذا بادلها تلك النظرات يزداد أحمرار وجنتيها بالطبع لن يتمادي لأكثر من ذلك فذلك التمادي لا يظهر إلا بأحلامه فقط فيستيقظ و يستغفر من ربه فتلك الاحلام لا تمت للواقع بصله فهي مجرد تخيلات وهواجس في عقله الباطل ..
أجابه مديره بإبتسامه مستفزه قائلاحسنا يا زين لك ما تريد ولكنك من كنت ترفض الاجازات وكأنك تتهرب من شيء ما ..
لم يجيبه زين علي فضوله بمعرفه سبب رفضه لأجازته بل أكتفي بشكره واستدار ليذهب ويحضر نفسه للسفر فمنذ أن أستأذن من والده ليعود ويحضر زفاف صديقه إسلام وهو يشعر بأنه محلقا في السماء الواسعه من كثره الفرح والسعاده فلقاءه بها لقريب ..
نظرت لزوجه عمها غير مصدقه ما نطقت به هل حقا قالت بأن زين سيعود زين سيعود يا اللهي ترفأ بحالي وأعيني علي ماهو قادم فلقد أضناني الشوق وبعثرني الحنين فكم من الصعب مقابلته بعد تلك الشهور هل أستطيع أن أظل متحكمه في مشاعري عند رؤيته فياللهي ترفأ بحالي أشعر بأنني سأفقد حياتي من فرط شوقي إليه..
بينما غزل كانت شارده تتلاعب بالملعقه في طبقها تريد أن تسأل زوجه عمها عن موعد قدومه ولكنها محرجه منها فلا تريد أن تسألها عن أي شئ بخصوص زين فحيائها يمنعها من ذلك ..
وجدت زوجه عمها تسحب مقعدها لتقف فنظرت إليه متسائله ثم تحدثت قائله إلي أين هل تريدي شيئا قولي ماهو وأجلسي سأحضره إليكي
وقف هي سريعا عن مقعدها ووضعت يدها علي كتف زوجه عمها لتجلسها من جديد علي مقعدها قائله أجلسي أنتي فأنا قد شبعت وسأري من ذلك
لم تنتظر أن تجيبها زوجه عمها وتحركت لتذهب وتفتح باب المنزل وتري من ذلك أمسكت بمقبض الباب لتفتحه وما أن فتح حتي شهقت بصوت مرتفع فرفعت يدها لتضعها علي فمها تكتم شهقاتها ودهشتها وفزعها فلم تكن تتخيل بأنه هو بل لم تكن تتوقع بأنه قد أتي بتلك السرعه فلقد أخبرتها زوجه عمها منذ ساعات بأنه سيعود ولكنها لم تقول متي سيعود ..
كان واقفا أمامها ينظر إليها بنظرات عاشقه فكم هو مشتاق إليها تذكر ذلك الحلم فكم يتمني أن يصير واقعه معها فإبتسم إبتسامه هادئه ونفض تلك المخيلاتك عن رأسه وجدها علي واضعها مجمده في مكانها وكأنها تمثال فتحدث قائلا غزل كيف حالك ..
ولكنها لم تجيبه فأكمل حديثه هل سأبقي واقفا علي الباب كثيرا هيا تحركي كي أستطيع المرور ...
فلم يلقي منها أي جواب قد يدل علي أنها سمعته فضحك ضحكة رجوليه هادئه وتقدم بخطوات بطيئه للأمام لعلها تتحرك ما أن تراه يتقدم منها ولكنها لم تتزحزح فبدأ يقلق عليها فرفع ذراعه وأمسك بكفها بين كفيه فنظرت لكفها الصغير الذي يحتضنه بين كفيه ورفعت بصرها لتنظر إليه ثم أطلقت صرخه عاليه تجمع علي أسرها عمها وزوجه عمها ..
صدم من رد فعلها فلم يكن يتوقع تلك المقابله منها فهمس قائلا تلك المجنونه ما الذي يحدث لها ألم تفعلها من قبل وبادرت بمسك كفي ...
وجد والديه واقفان ينظران إليه پغضب وكأنه أرتكب جرم ما فرفع كفيه الاثنين بمحاذاه كتفه قائلا صدقوني لم أفعل لها شيئا .. وأكمل حديثه وهو يقترب من والده ليسلم عليه ويطبع قبله علي كفه قائلا لقد سحبت طلبي فإبنت أخيك تبدو مجنونه منذ أن رأتني وهي علي تلك الحاله...
سلمت عليه والدته ثم ذهبت بإتجاه غزل وأحتضنتها لتستكين غزل قليلا بداخل أحضانها فكم حسد والدته علي تلك الهيئه فقد كان يتمني أن يكون هو مكان والدته وغزل ترتمي بداخل احضانه ...
رفعت رأسها من حضڼ زوجه عمها وأدارت ببصرها لتبحث عنه في المكان هل كان ذلك هاجس أم واقع وهو هنا حقا كانت تبحث عنه إلي أن تقابلت نظراتهم معا كان واقفا شامخا بهيبه وجسد رياضي يشبك يديه الإثنين خلف ظهره رافعا حاجبا واحد ينتظر أن تفسر له ما حدث منذ قليل فتحرجت منه واخفت وجهها بين كفيها واجهشت في البكاء ..
لم أخطئ حين نعتها بالمجنونه هذا ما همس به ثم تحدث بصوت مرتفع قائلا لم أكن أعرف بأن مجئ سيضايقك بتلك الطريقة يا أنسه غزل ..
نظر إليها والده وقد فهم الوضع وعرف بأن غزل كانت في حاله صډمه وأنها الأن بخير ووجوده يزيد من إحراجها وخجلها فقرر الإنسحاب وتركهم بمفردهم قليلا ..
بعدما تركهم والده وذهب فلحقت به زوجته فتحدث هو متصنعا الحزن قائلا شكرا علي مقابلتك تلك فلقد عرفت كم أنا ثقيلا علي قلبك وكم كنتي مرتاحه في فترة غيابي..
واستدار ليذهب فرفعت ذراعها ووضعت كفها علي كتفه لتوقفه فنظر إليها تاره وإلي كفها الذي مازال موضوعا علي كتفه تاره أخري فانزلت كفها بحرج من نظراته وتحدثت بتوتر وخجل تتهته في الحديث قائله زين أنا لم أقصد ما حدث منذ قليل لا اعرف ما أصابني فلقد أصابتني الدهشه عند رؤيتك فلم أتوقع مجيئك اليوم ولا أعرف ما حدث فكنت أظن بأنني أتخيلك وأنك لست موجودا وما يحدث كان مجرد هلاوس وهواجس من صنعي فأردت ان تطول تلك اللحظة لأستمتع بنظراتك التي كنت ترمقني بها لأكثر وقت ممكن ....
أقترب منها حتي أختلطت انفاسهم وتحدث بتلكأ قائلا وما هي تلك النظرات التي كنت ارمقك بها ..
لم تتحدث ولم يستمع إلا لصوت أنفاسها المرتفعه فترفأ بها وأكمل حديثه قائلا غزل أنا لن أقول لكي إلا شئ واحد قد يحسن من حالتك تلك وأعرف بانني قد تأخرت في قولها غزل أنا أحبك وإذا أراد الله فسيكون لنا في الحلال لقاء...
كلما تلاقت أعيننا في نظره واحده تناسيت أحزاني وألامي فما أجمل عيناكي تشع نورا وحياة ... فعيناكي تفصح عن شيئا في قلبك تخفأ ... فعيناكي أعتلت جمال النجوم فأي جمال بعد عينيكي يذكر .. فلا يوجد قمرا كالذي بعينايكي ...
لم تتحدث ولم يستمع إلا لصوت أنفاسها المرتفعه فترفأ بها وأكمل حديثه قائلا غزل أنا لن أقول لكي إلا شئ واحد قد يحسن من حالتك تلك وأعرف بانني قد تأخرت في قولها غزل أنا أحبك وإذا أراد الله فسيكون لنا في الحلال لقاء...
وقعت تلك الكلمات علي قلب غزل ليجعله يتراقص علي نغمات صوته العذب تسقط دمعات من عينيها من فرط سعادتها فأخيرا نطق بما تريد سماعه أخيرا جمع الله بين قلوبهم ..
فتحدثت قائله زين أوعدني بأنك لن تبتعد عني
نظر إليها ثم تحدث بنره صوت يكسوها الحزن لا أستطيع أن أعدك بذلك فعلي بالعوده بعد إنتهاء زفاف صديقي ولكني سأعدك بأنني سأعود ولن أذهب مجددا فأنتي روحي التي لا أستطيع العيش بدونها ..
أحمرت وجنتها فزاد جمالها وقد صمتت قليلا ثم تحدثت لتداري إحراجها مما تفوه به وتلك الغيره التي تملكتها عندما تحدث عن ذهابه لزفاف صديقه وهي تتخيل نظرات الاعجاب إليه من الفتيات فقالت أريد الذهاب معك لزفاف صديقك فأنا في حكم خطيبتك واريد الذهاب معك بتلك الصفة..
ابتسم زين إبتسامه تحمل معني الحب ثم تحدث قائلا أتعترفين بأنك خطيبتي قبل أن يسمح عمك بذلك حسنا سأخبره في الصباح لأري ما هو رأيه..
نظرت إليه بفزع وتحدثت قائله زين لاتمزح في ذلك الأمر فأنا أخجل من عمي فلا تحرجني أمامه أرجوك
تحدث وهو علي حاله ينظر إليها بتلك الإبتسامه وما تحمله من معني قائلا لقد أخطأتي عندما قولتي خطيبتي و عليكي بتحمل ثمن أخطاءك
نظرت إليه پخوف وشك في ذات اللحظه فما الذي أخطأت في قوله ألم يعطيه أبيه كلمته بأنه موافق علي أرتباطه بها فما الخطا الذي أرتكبته الأن ...
أنتشلها من تلك الحړب قائلا أنتي لست خطيبتي فقط وإنما أنتي إبنه عمي والحبيبه ومالكه قلبي وفؤادي
نظرت إليه بحدقتين متسعتين وتحدثت قائله زين يكفي ذلك أرجوك فكل ما أردته منك كلمه واحده ترضيني وليس كل ذلك الكم من الحديث عن حبك ومشاعرك تجاهي ترفأ بقلبي يابن العم فلقد كنت أترجي منك النظره والان أراك واقفا تعترف بحبك ..
لم يتحدث أو يرمقها بنظرة بل وقف يبحث عن شيئا بداخل جايبه فأخرج علبه قطيفيه صغيره ومد كفه إليها لتأخذها أخذتها وفتحتها وقد صدمت فقد وجدت بداخلها محبس جميل يخطف الأنظار فتحدثت تتهته في الحديث من فرط أرتباكها وسعادتها أهو لي أنه غايه في الجمال هل من الممكن أن ارتديه الأن
أجابها سريعا بالطبع أنه لكي ويمكنك أرتدائه منذ اللحظه فبوضعه حول إصبعك قد صرتي خطيبتي رسميا
نظرت لزين بنظرات تحمل كما هائلا من مشاعر الحب التي تكنها له ثم