رواية زين وغزل للكاتبة موني عادل
انت في الصفحة 10 من 10 صفحات
ولكنه لم يخلو من صوت أنفاسهما ظلوا يستمعون لصوت انفاسهم المرتفعه إلي أن تحدثت قائله زين أنا أسفه أنا حقا أسفه لم أقصد ما حدث لا أعرف كيف فعلت ذلك وأغضبتك أرجوك سامحني ..
لم يجيبها ولو بحرف واحد لو لم تستمع لصوت أنفاسه لظنت بأنه أنهي المكالمه ...
تخلي عن صمته ليتحدث قائلا أعلمي بأنني أحبك ولن أحبك سؤاكي
أجابته بإرتباك قائله ستمر علي خير بإذن الله فلم يتبقي الكثير ..
ظلوا يتحدثون لبعض من الوقت ثم أنهي المكالمه وجلس يدعو الله أن يقرب البعيد وأن يجمع بينهما عاجلا
فدعي الله قائلا اللهم إني أسألك بخۏفي من أن أقع بالحرام وبحفظي لجوارحي وأسألك يا رب بصالح أعمالي أن ترزقني زوجة صالحة تعينني في أمور ديني ودنياي فإنك على كل شيء قدير اللهم اغفر ذنبي وحصني وطهر قلبي.
أنهي عمله فأخذ أجازه وقد طلب أن يتم نقله مجددا فوافق مديره علي ذلك فجهز حقيبته وجمع أشيائه ليعود فقد أنتهت رحلته وأنتهي شرط والده فعليه بالعوده والبدء من جديد ..
وصل للمنزل فما أن وقعت عينيه عليها فتلألأت عيناه بالدموع ترقبا لوجودها الذي يملأ حياته بالفرح والسعادة فما أصعب الفراق يزيدنا حزنا وألما ...
بينما كانت هي أسوء من حاله تقف تهمس بإسمه وخفقات قلبها تزداد فترسم بسمة علي شفاهها تعطي للحياة ألوانها وبهائها فتتساقط دمعات الفرح فما أجمل لقاء الأحبه ..
سلم علي والديه وقبلهما وعيناه عليها لا تفارقها فظل يتبادل معها تلك النظرات التي تحمل من الحب والشوق الكثير والكثير إلي أن أنتهي اليوم بذهاب كلا منهم لغرفته ليحظوا بقسط من الراحه بعد ذلك الكم من المشاعر والسعادة المفرطه ...
أخفضت رأسها وأشبكت كفيها تحاول أن تداري إحراجها منه فتحدثت بصوت منخفض جاهدت لإخراجه قائلهالرأي رأيك يا عمي والقرار قرارك ..
فتحدث عمها فلم يريد إحراجها أكثر من ذلك قائلا علي بركة الله مبارك لكما
سعد زين بموافقه والده ونظر إليها ليهمس لنفسها قائلا أقترب موعد اللقاء فقد زاد الإشتياق وحن القلب للوعه اللقاء وحن الربيع إلي زهر مبسم الحياه فأقترب اللقاء ..
بعد أسبوعين كان زين بغرفته يرتدي حليته التي تزيده جمالا ولحيته السوداء المهندمه تزيده جاذبيه ووقارا خرج من غرفته ليقابل والده فهمس قائلا ماشاء الله فليحميك الله يا بني ..
تؤجه زين إليه وقبل كف يده ثم أحتضنه وذهب ليخرج من البيت هو ووالده ليحضر حبيبته ويذهب إلي قاعة الزفاف ليتم الإشهار وتكتب حبيبته علي أسمه طوال العمر ....
وقفت السياره أمام القاعه ليمسك بيدي حوريته بعدما فتح لها باب السياره متجها بها إلي الداخل فكانت في أبهي صورتها بفستانها الأبيض وحجابها الذي ينير وجهها وزينتها الهادئه يظهر علي ملامحها الإرتباك والخۏف فأوصلها زين إلي قاعة النساء ثم توجه هو إلي قاعة الرجال ...
تابع زين الترحيب بالحضور وتلقي المباركات من الأهل والأصدقاء يتمنون له حياة سعيدة...
تم عقد القران وقد تم الإشهار وأعلن زين عن فرحته الكبيرة يحتضنه والده متمنيا له السعاده ..
لحظات حتي أخذ والده بيده إلي قاعة النساء ليأخذ حوريته وزوجته إلي جنتهم نعم جنتهم التي أعدها لمن ملكت فؤاده وكيانه دخل إلي قاعة النساء وكانت عينه لاتري غيرها فشعر بأن الزمن توقف عند تلك اللحظة وصل إليها فأمسك بكفيها وطرق العنان لنظرات عينيه لتخبرها عن شعوره وأحساسه في تلك اللحظه شعرت غزل ببروده تسري في جسدها فظلوا يتبادلون النظرات وقد نسيوا بأن عيون الحاضرين تلاحقهما متمنيه لهما سعادة أبدية ..
وضع زين قبله علي كفيها مما جعل حيائها وخجلها يظهر علي وجنتيها ليزيدهما إحمرارا ..
كان مازال ممسكا بكفها ينظر إليها ويتأملها بكل ما فيها فهي حلاله وزوجته فأنشد قائلا..
هي زوجتي و حبيبتي ... هي المسكن والملجأ فعنوانها عنواني ...فهي زوجتي ورفيقة العمر .. وقدري الجميل الذي أنتظرته طويلا فاللهم إني أحببتها فلا تحرمني رفقتها طوال العمر ..
وقعت تلك الكلمات علي قلب غزل لتجعله يتراقص مع كل حرف يخرج من شفتيه ودموع عيناها تتساقط من فرط سعادتها وخجلها في ذات الوقت فتشكر الله أنه جمع بينهم علي خير ...
وصلا سويا إلي جنتهم التي لطالما تمنوها فوقفت غزل تنظر إليه وتحدثت قائلا أعدك بأنني سأكون الزوجة التي تتمني ..
أقترب منها حتي أختلطت أنفاسهما وقبل أعلي رأسها وتحدث قائلا وأنا أعدك أن أكون لكي السند والرفيق والحبيب بل أعدك بأن أكون لكي وطنا ومأوي لأنفاسك فأشاركك أحلامك وأحقق أمالك وأخفف آلامك ..
أذابت تلك الكلمات قلب غزل فتحدثت قائله أعدني بأنك لن تبتعد عني
تحدث زين وهو يضع قبله علي جبينها جعلت غزل تسبح في عالم اخر أعدك فلا أحد يستطيع العيش بدون روحه
مر ما يقارب العام ونصف علي زواجهما فقد رزقهما الله بطفل جميل يحمل ملامح زين فسماه علي أسم عمه الراحل ليظل أسمه موجودا ويذكر بينهما فتمر الأيام والسعادة تملئ قلوبهما وحبهما يتجدد كل يوم ..
تمت بحمد الله