الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية زين وغزل للكاتبة موني عادل

انت في الصفحة 6 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

ماذا صنعت بهامة لم تنحني فحنيتها وكسرتها بحلاك حتى إذا ما صرت خلفك حالما أيقظتني من غفلتي بقساك وتركتني خلف الرجاء مذبذبا أتحين الالفاظ عند لقاك فإذا نطقت نطقت قولا فادحا وإذا صمت فبئس صمت الباكي لا تغضب هذا الحنين بداخلي أضحى يسمم راحتي بجفاك لوكنت أملك يا حبيب راحتي لرفضت حبك وادعيت قضاك لكنني والله يشهد أنني أحيا بنبضك أو أموت وراك فترفقي يا من علمت بأنني سأظل أحيا قبلتي عيناك
ما أن أنتهت من تسطير تلك الكلمات رفعت يدها لتمحي دموعها التي تساقطت مع كل حرف تكتبه وتمنت له السعادة مع من يهواها قلبه خبأت دفترها جيدا ثم وقفت تزعم بأن شيئا لم يحدث وأنها علي مايرام لتذهب وتري زوجه عمها لتساعدها في أعمال المنزل ..
في المساء كان الوقت قد تأخر وزين لم يعد للأن ولا يجيب علي هاتفه مما جعلهم يقلقون جميعا عليه فليس من عادته التأخر وعدم الرد علي والده ..
كل دقيقة تمر يزداد قلقها علي زين اكثر تشعر بأن هناك ما أصابه لما لم يوافق عمها علي مايريده لو وافق لكان بينهما الان ولم يكن ليقلقوا عليه بذلك الشكل كانت ستكون حزينه مچروحه وقلبها يتألم كل لحظه تراه مع غيرها ولكن يكفيها ان يكون بخير وأن تكون مطمئنه عليه ..
دقيقة إثنان ووجدوا الهاتف يرن فأجاب والده ليبادر  بتوبيخه ولكنه لم يكمل حديثه عندما اوقفه صوت فتاة  تقول بأن صاحب الهاتف في المشفي قد تعرض لحاډث فأسرع ليجلس علي اقرب مقعد له ويتحدث قائلا اللهم نجيه ولا تريني فيه بأسا يبكيني ولا تختبرني في فقده فلا أستطيع العيش بدونه 
لم تتمالك زوجته نفسها فور سماعها لتلك الكلمات لتصرخ قائله ما به ابني
وقفت غزل تستمع لزوجه عمها وتري إنهيارها فلم تستطيع أن تتحدث أو تسأل عن ما به فقلبها قد أخبرها أيعقل ان تكون تلك هي النهايه أيعقل أن تحرم منه بتلك الطريقه ..
كانوا في طريقهم للمشفي وحالة من الذعر تملأ وجوههم ..
وصلوا إلي المشفي ودخل عمها ليسأل عن زين في قسم الإستقبال ليخبره عن رقم الغرفة المتواجد بها فيسرع والده بإتجاهها بينما كانت هي لا تستطيع أن تتحرك خطوة واحده خائفه من الحاله التي قد تراه عليها وجدت الشاب الذي يعمل في قسم الإستقبال يمد كفيه نحوها ليعطيها شئ وجدتها متعلقات زين الشخصيه يسلمها إليها ..
تحركت تجر قدميها لا تشعر بها تتوقع بأنها ستسقط في أي لحظه وجدت عمها واقفا يتحدث مع الطبيب فوقفت بجوارهم تائهة لا تستطيع أن تحدد ما تشعر به في تلك اللحظة ولكنه قد طمأنهم الطبيب علي حالته وسمح لهم برؤيته ..
فأسرعوا بالدخول للغرفه المتواجد بها فتقدمت والدته بجانب فراشه والدمع يترقرع في عينيها وتحدثت قائله حمدا لله علي سلامتك يابني.. 
بينما كان والده يقف علي الجانب الأخر من الفراش ممسكا بيده ويطمئن عليه كان هو نظره معلقا أمامه ينظر إليها ويري دموع عيناها تتدفق بغزاره من بين عينيها المنغلقه بقوه فمنذ أن دخلت للغرفه ورأته وهي تقف علي تلك الهيئه واضعه كف يدها علي قلبها وكفها الأخر تحمل به متعلقاته ظل ينظر إليها كثيرا ليجدها تجاهد لتأخذ أنفاسها .
فتحدث قائلا غزل أقتربي أنا بخير  أفتحي عيناكي وأنظري إلي 
هزت رأسها بالنفي لا تستطيع عقلها يهيئ لها سيناريوهات كثيره منهم أنها لا تصدق بأنه من يتحدث إليها فتحدث مټألما ليس من ألالم الجسدي ولكنه ألم من رؤية صغيرته علي تلك الهيئه خائفه مذعوره من أجله تجاهد لتأخذ أنفاسها نادي أسمها أكثر من مره لتفتح عيناها ببطء تنظر له بينما كان عمها وزوجه عمها يتابعون ما يحدث دون التدخل في شئ فوالده يؤنب نفسه ويتحمل ذنب ما حصل له يعلم بأن كل شيء مقدر ومكتوب ولكنه لو لم يرفض أرتباطه بغزل لم يكن ليخرج من البيت علي تلك الهيئه مما يجعله يفقد تحكمه في سيارته ويرتكب حاډثا دع الله كثيرا علي نجاته من ذلك الحاډث بينما والدته أنسحبت من جانبه وذهبت لتجلس علي مقعدا بزاوية الغرفه ....
ظل بالمشفي عده أيام كل يوم تأتي غزل منذ الصباح ولا تغادر إلا بالليل مع زوجه عمها ووالده يصر أن يبقي ويبيت معه ويتكرر ذلك الوضع كل يوم ليتجدد اللقاء بينهما فما أجمل لقاء يجمعك بمن تحب وها هما عاشقان يجمعهما مكان واحد لتشتعل بينهما حرب من نوع أخر ..
صمت يعم الغرفه لا أحد يتحدث تكفي النظرات لتعبر عن مشاعرهم  فكلما نظرت إليه وجدته ينظر إليها فترجع وتنظر إلي الارض..حتي تلاقت عيونهما في إحدي المرات ليتوقف الزمن عند تلك اللحظة يشعر كل منهم بأن تلك النظره قد أحيت بل أشعلت لهيب الحب بينهما ولكنهما فضلا الكتمان عن البوح بما في قلبهم ...
عيناك أرض لاتخون .. عيناك نهر بين الجفون ..
عيناك سماء مضيئة تملأها النجوم .. فالنظره منها كفيله لتضئ سواد ليلة مظلمه .. عيناك بيت يؤويني من الطوفان فتكون منقذي وملجئ .. عيناك كعيني حبيب ساحر فأحبك وقلبي هائم .. فعيناك أرضي التي لا تخون..
بعد مرور أسبوعان
كان بأفضل حال فقد تحسن كثيرا في تلك المده ولكن ألم ظهره لا يحتمل فأراد ان يخرج ويذهب للطبيب فتوجه ليخبر والده بذلك ..
وجد والده جالسا يقرأ كتابا فجلس بجواره قائلا أبي أريد الخروج قليلا فلدي متابعه مع الطبيب 
تحدث والده بقلق قائلاحسنا سأذهب معك 
إجاب والده قائلا أبي أنا بخير أردت أن اذهب فقط لان والدتي من تصر علي للذهاب فلا داعي لان تاني معي فلتبقي مرتاحا سأذهب بمفردي  أريد فقط أن أستعير سيارتك . 
وافق والده علي رغبته في عدم الذهاب معه ولكنه لا ينكر قلقه عليه..
وجد زوجته وغزل واقفون يستمعون لهم فتحدثت زوجته قائله أانت خارج يا زين إذا كنت كذلك فخد معك غزل فأنا أريدها أن تجلب بعض الأشياء 
نظر لوالدته وتحدث قائلا قولي ما تريدينه وسأجلبه لكي وأتركي غزل تبقي في البيت 
اجابته والدته متحدثة بإصرار لا لن تستطيع ان تجلب لي ما اريده فلتاخذها معك هيا ياغزل أذهبي وبدلي ملابسك سريعا لا تتاخري 
بعد قليل كان يقود السياره في صمت شاردا يفكر فيما  يتوجب عليه فعله في الايام القادمه فقطعت عليه شروده  وتحدثت بحزن قائله مبارك لك يازين فقد سمعت بأنك تريد الارتباط هنيئا لها من ستحظي بحبك 
شعر زين بأن سيفا مسمۏما قد أطلق من كبد قوسه ليستقر في قلبه فينتشر سمه في جميع أنحاء جسده ..
فأخذ يدعو الله أن يجمع بين قلوبهما علي الطاعه والا يعصي ربه  ..
فأستجمع قوته ينظر إليها لتتلاقي العيون ببعضهما البعض فيشعر بان الزمن قد توقف في تلك اللحظة لم يتمكن من الإطاله في النظر إليها فأشاح بنظره يتابع الطريق ..
وصل للمشفي فاوقف محرك سيارته ورفض أن تتبعه غزل لتذهب معه فطلب منها ان تنتظره في السيارة لحين عودته..
ظلت تنتظره بداخل السيارة ما يقارب من النصف ساعه إلي ان قلقت عليه فشجعت نفسها بان تخرج وتذهب لتبحث عنه ما أن أمسكت بالباب لتفتحه وجدت يأتي مقبلا عليها ..
تابعته وهو يخرج من المشفي وصعد بداخل السيارة فجلس في مقعده يستند براسه علي كرس السياره فبادرت تساله ماذا قال الطبيب ولما لم تتركني أدخل وأذهب معك فلقد تاخرت وجعلتني اقلق عليك قولي الحقيقة يازين فأنا اعلم بأنك مازلت مريضا وتجاهد لتخفي ذلك عن والديك ولكنك لن تستطيع أن تخفيه عني 
تفأجا من رد فعلها فقد شعر بانها والدته التي تخاف عليه حبيبته التي تتألم لألمه فأطلق تنهيده يصحبها مشاعر وعواصف تنبع من قلبه لو طرق لها العنان لأذابت تلك القلوب التي سكنت وجدانه ..
فتحدث قائلا أنا بخير لا تقلقي فلقد اخبرني بأنها أثار ذلك الحاډث فقط ولا يوجد ما يدعو للقلق ووصف لي الدواء المناسب وبإذن الله مع مرور الوقت سينتهي ذلك الالم.. 
فاشغل محرك السيارة وتحرك ليذهب ويأتي بما طلبته والدته من غزل ثم يعود للبيت ..
علي مائده الطعام كان يمزح معها ويوجه حديثه إليها يسألها إذا ما كان هناك ما يمكنه فعله من أجلها أو أن يساعدها في شرح دروسها ولكنها كانت تجيبه بتحريك رأسها بالرفض فقط وكأنها قد فقدت صوتها لا تعرف ما يحدث لها عندما تستمع لصوته تنسي كيف تستطيع التحدث فأنتهت من الطعام سريعا وذهبت لتؤدي فرضها وقفت تصلي وتدعو الله في سجودها قائله اللهم أجعله صالحا مصلحا لي وأجعلني له كذلك  اللهم إني أربط علي قلبي لأجلك فأرني جودك وكرمك يا الله..بعدما أنتهت من الصلاة والدعاء ذهبت لتجلس معهم بالخارج ..
وجدتهم أنتهوا من تناول الطعام وجلسوا جميعا يتحدثون ويشاهدون التلفاز فجلست بجوار زوجة عمها وهي تتحاشي النظر إليه فوجدت رنين هاتفه يتصاعد وقد شعرت بالقلق والضيق  ..
رن هاتفه فستأذن منهم ليجيب عليه وجده زميله في العمل فضغط علي زر الإيجاب وتحدث زين قائلاالسلام عليكم 
أجابه زميله عليكم السلام والرحمه كيف حالك 
تحدث زين قائلا بخير حال 
تحدث زميله قائلا زين عليك بالعوده في أسرع وقت فأجازتك قد أنتهت منذ يومين والمدير غاضبا بشده ولا ينفك عن السؤال عنك ...
تغيرت ملامح وجهه وقد ملأ الحزن قلبه فعليه أن يغادر ويتركها ليعود لعمله ضحك علي نفسه ضحكة مستهزه أليس هو من أختار البعد من البدايه أليس هو من قرر ذلك لما الأن يريد أن يعود به الزمن للخلف ويفكر ألف مرة قبل الإقدام علي ذلك الأمر  ..
فتحدث قائلا حسنا أبلغه بأنني سأعود في أقرب وقت ممكن .
أنتهي زين من محادثه زميله في العمل وقد أغلق الهاتف والحزن يملأ قلبه كان يريد أن يبقي هنا ولكنه لم يستطيع فقد أبلغوه بأن عليه العودة للعمل فقد أنتهت اجازته منذ اليومين   كيف لم يلاحظ بأن أجازته قد أنتهت ألهذه الدرجه ينسي نفسه بجوارها ...
نظر بإتجاهها وجدها تنظر له وتسأله بعيناها عن تلك المكالمه وأن ينكر ما فهمته وتوصلت إليه ..
بينما كانت هي تنظر إليه تنتظر أن يتحدث ويقول ما مغزي تلك المكاله كانت تفكر أيضا وقلبها ينبض پعنف هل سيرحل مجددا هل سيتركني ويبتعد فليبقي يكفيني أن أنظر إليه فقط وأراه أمام عيني  خانتها دمعه واحده سقطت من طرف عيناها فمحتها سريعا قبل أن يراها أحد ولكنه قد رأها بل شعر بها وبما يحدث معها فهو ليس بحال أفضل منها

انت في الصفحة 6 من 10 صفحات