الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية زين وغزل للكاتبة موني عادل

انت في الصفحة 5 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

الحنين يقف عائقا بيني وبين النسيان لكن يبقى أجمل ما في الحنين أنه لا يطير بي إلا إليك.
لم تنم غزل تلك الليله كان يملا تفكيرها العديد والعديد من التفكير من التساؤلات والإفتراضات ماذا إذا كانت مخطئه وكان هو علي حق ما الذي ستؤول إليه حياتها ماذا سيحدث إن لم يشعر بها ويبادلها شعورها نعم هي متأكده بأنها علي حق وأن مشاعرها تجاهه واضحه ولا يوجد ما يدعو للشك  فكان النوم يجافيها والصداع يفتك براسها توجهت لتحضر مشروبا لعل صداع رأسها يخف ولو قليل ثم تجلس لتكتب ما تفكر به في دفتر يومياتها الذي يشاركها أحزان قلبها  ..
ذهبت بإتجاه المطبخ ووقفت تحضر مشروبها سمعت صوتا في الخارج فتركت ما بيدها فوجدت سکينا صغير أمامها مدت يدها ومسكت بها ثم تسحبت علي أطراف أصابعها حتي لا تصدر صوتا لربما كان لصا ..
وقفت بجانب الحائط تستند عليه وتدير بصرها في كل إتجاه لعلها تجد صاحب ذلك الصوت ولكنها لم تجد شئ.. 
فهمست لنفسها يبدو أنك تتوهمين وأستدارات لتعود من حيث أتت ففوجئت بمن يقف في وجهها يحجب عنها الرؤيه منذ أن رأته ودقات قلبها توقفت فلم تعد تشعر بها وقدمها لم تعد تحملها ظلت تنظر إليه وهو أيضا ينظر إليها فلما تراه جيدا بسبب الإضاءة الخافته في المكان ولكنها متأكده بأنه يبادلها النظرات شعرت بأنها تريد أن تلقي بنفسها في داخل أحضانه لتتأكد بأنه حقيقه..
للحظه شردت تفكر وهي مازالت تنظر لوجهه أحقا هو هنا واقفا أمامها ينظر إليها أم أنها تتؤهم وجوده هل هو هاجس ويتجسد امامها أم أنه عاد حقا ..
فاقت من شرودها علي صوته وهو يقول ماذا هل فؤجئت أم أكل القط لسانك ..
كټفت يديها علي صدرها واقفه أمامه تنظر له عن قرب فتدير بصرها أخري تتابعه وهو يتحدث فلم تعي لما قاله ولم تسمع منه كلمه واحده فقد كانت شاردة في ملامحه وجدته قد أنهي حديثه ووقف ينظر إليها ..
شردت تحدث نفسها قائله أيتها الغبيه كيف تحدقين به هكذا لقد نبهكي لهذا الشئ أكثر من مره اتريدين أن يفكر بأنك فتاه سيئه ولكن به شئ متغير فهو ينظر إلي ولم يحجب نظراته عني كما كان يفعل من قبل ما الذي يحدث معه ولما تغير  ..
تحدث وهو يقف أمامها بشموخ يضع يده في جيب بنطاله وينظر إليها بنظرات مبهمه قائلا لقد سمعت بأن هناك من تقدم لخطبتك ووافقتي علي الأمر ولكني لا أصدق ذلك فأنتي لا تستطيعي أن تنسيني في تلك الفتره القصيره بل وتوافقي علي الزواج أيضا فأين ذهب حبك الذي كنتي تدعينه 
انهي حديثه ينظر لها بإنتصار وهو علي هيئته تلك فقد ذكرها بحبها وإعترافها له وما تحمله من مشاعر تجاهه ...
كان عقلها مشوشا لا تدري ما يجب عليها قوله ولكن عندما وجدته يذكرها بمشاعرها تجاهه وينظر إليها بإنتصار  فاڼفجرت في وجهه پغضب ليتراجع إلي الخلف خطوتين فلم يكن يتوقع رده فعلها تلك ..
فقالتنعم نسيتك في تلك الفتره القصيره لانه لم يكن حبا بالاساس والفضل كله يعود إليك لأنك من نبهتني بأنها مجرد فتره يمر بها الجميع وأردت أن أخبرك ايضا بأنني أوافق علي ذلك الشاب وقد أخبرت عمي بذلك.. 
تحدث بصوت عميق مما جعل الړعب يدوب في اوصالها قائلا ولكني لا أوافق فما زالتي صغيره علي تلك الأمور 
سيطرت علي رعبها وخۏفها منه فكم هو واضح بانه تغير في التعامل معها فهو يتعامل بإريحيه لم تكن موجودة من قبل ..
ولكنها تحدثت ببرود عكس ما تشعر به قائلا عمي هو الأمر الناهي في ذلك الأمر فلقد فوضته أمري منذ زمن وهو من يقرر وليس أنت 
تقدم نحوها كالاسد يتهادي في مشيته ليرتعش جسدها خوفا منه فأغمضت عيناها حين أقترب منها ليصبح لا يفصلهم سوا القليل وأشاحت بوجهها بعيدا عنه غير قادرة للنظر إليه من ذلك القرب فتحدث وهو يضغط علي أسنانه حسنا إذا وافقتي عليه فستري مايمكنني فعله وقتها ..
شعرت بالخۏف منه ومن طريقه حديثه فلم تغير هكذا لقد كان ېخاف عليها من عينيه حتي لاتخونه وتنظر إليها نظرة سيئه فيخون أمانه عمه  ....
ما الذي يحدث هنا كان ذلك هي وزين علي مقربه من بعضهم البعض فتركته مع والدته وذهبت لغرفتها..
بينما كان ينظر بإتجاه غزل وهي تنسحب من المكان كانت والدته تنظرت إليه وتقرأ ما رسم علي ملامح وجهه فتحدثت قائله أتحبها لتلك الدرجه حتي تأتي مسرعا إليها  ..
وقعت تلك الكلمه علي مسمع زين كأن أحدا أنقذه من صراعه الداخلي فلا يدري ما يقوله ولكنه ترك العنان لقلبه ليبوح عما بداخله نعم احبها يا أمي لا لا بل أعشقها منذ أن كانت طفله فكم هي فتاه مختلفة عن غيرها ولكني أشعر بالمسئوليه تجاهها وأخاف عليها من نفسي فماذا أفعل ياأمي هل تقولي لي ما يتوجب علي فعله لأفعله 
قالت والدته وهي فرحه مما أكده لها فهي قد شعرت بذلك منذ مده ولكنها كلما وجدته يتعامل معها بتلك الطريقه تنفض ما تفكر به عن عقلها أخبر والدك ثم أترك  الأمر لي وأنا سأحل كل شئ  ..
نظر لوالدته بإمتنان ثم أنسحب ليذهب لغرفته ويري ما عليه فعله في الصباح مع تلك الغبيه...
في الصباح كانت هي أول من أستيقظت فلم تنام من الأساس لقد ظلت طوال الليل تفكر فيه فقد عادت إليها أنفاسها مما سيجعلها تعيش من جديد شردت تتذكر نظراته لها فقد شعرت بأن نظراته تحمل لها رسالة لم تفهمها ..
ذهبت بإتجاه المطبخ تحضر الفطور فوجدت زوجة عمها قد أستيقظت ووقفت تلقي عليها تحيه الصباح وهي تبتسم إليها بإبتسامة هادئه وساعدتها بتحضيره ثم أجتمعوا علي طاولة الطعام  ..
كانوا مجتمعون علي طاولة الطعام يتحدثون ويضحكون إلي أن دخل عليهم زين يلقي بالسلام .
تحدث زين قائلا السلام عليكم كيف حالك يا أبي 
ردوا عليه بالسلام ..
فذهب بإتجاه سحب مقعده وجلس ولم ينظر إليها لو بنظرة واحده مما جعلها تفكر ماذا فعلت الأن ليبدو غاضبا هكذا لقد عاد كما كان هل كان كل ما حصل بالأمس مجرد حلم أم هي أحلام اليقظة التي ترسمها وتتوهمها ....
أنتبهت له وهو يتحدث مع والده قائلاأبي أريد أن أتحدث معك علي أنفراض في أمر هام 
أجابه والده قائلا حسنا بعد ننتهي من الطعام سنتحدث فيما تريد 
اكملوا فطورهم في هدوء تام ولم يتحدث أحدا مجددا ولكنه لم يخلوا من نظرت غزل الموجه لزين متعجبه من تصرفاته فبالامس كان شخصا مختلف غير زين الجالس علي مقعده أمامها يتحاشي النظر إليها  ...
جلس أمام أبيه تشوبه حاله من الإرتباك والخجل فلا يعرف ماذا يقول أو كيف يبدأ فزفر نفسا قويا وشجع نفسه وتحدث قائلا أبي أنا أريد غزل  أقصد أقصد الإرتباط بغزل 
نظر لوالده يتراجاه ويتمني بان يعطيه موافقته ولكنه لم يجد قبولا لما يريده فليس كل ما نتمناه نحصل عليه فتحدث والده قائلا وأنا لست موافقا فطلبك لم يجد قبولا لدي ..
منذ مده.. وأنا تائه في الدنيا غريب.. منذ مده.. لم أرى فيها عينيك لم أسمع نغمات صوتك منذ مده.. والشوق في صدري لهيب.. أين أنتي مني! لم أبتعدتي عني! هل نسيتي الحب... أم تناسيتي الحبيب !!
خرج من البيت والڠضب يعتليه لايصدق بأن والده قد رفض طلبه فذلك ما كان يتمناه من قبل فلم يرفض الأن هل يفضل ذلك الشاب عليه ام تلك هي رغبتها  صعد إلي سيارته وجلس علي مقعد السائق وأشغل محركها ليتحرك من المكان بأقصي سرعه مخلفا من وراءه غبار الطريق ..
ما أن راته خارجا من البيت بتلك الهيئه شعرت بالقلق والخۏف عليه لا تعرف لما ولكنها المرة الأولي التي تراه غاضبا بذلك الشكل وقفت مكانها تتابع زوجه عمها وهي ذاهبه بإتجاه عمها لتعرف ما به زين ظلت واقفه مكانها تفكر ما الذي حدث بينهم ليخرج هكذا ذهبت لتسأل عمها ما به زين ولما ذهب ..
فوقفت أمام غرفته لتستأذن للدخول ولكن قبل أن تطرق علي الباب سمعت زوجة عمها تقول إذا كان يريدها وأتي ليخبرك بالامر فلم ترفض وتعارض الان ألم يتوجب عليك أن توافق وتعطيه مباركتك ...
تحدث عبدالرحمن قائلا لا لن أوافق فلما الأن بالتحديد يريد الإرتباط عليه أن يفهم بأننا ليس تحت أوامره وعلينا بإطاعته وقتما يريد يجدنا نلبي له ما يريده .. 
تحدثت زوجته بصوت يغمره الحزن علي قلب ولدها الذي أنفطر من رفض والده لمطلبه لما أنت معترض هو يريد الإرتباط بتلك الفتاه اليس ذلك الخبر يسعدك أرجوك هو حقا يحبها لقد أخبرني وأعترف لي بحبها فلا تفطر قلبه 
نظر لها زوجه ليري بانها صادقه فيما قالته فتحدث قائلا حسنا عندما يعود سأتحدث معه ..
لم تستطيع أن تقف وتستمع لأكثر من ذلك فهو يحب فتاه أخري ويريد الارتباط بها  فذهبت مسرعه إلي غرفتها لټنهار بداخلها ففتحت بابها ودخلت ثم أغلقته ووقفت مستنده علي باب الغرفه تضع يدها علي صدرها موضع قلبها لتهدي من ضرباته ودموع عيناها تتساقط بغزارة علي وجنتاها وأخذت تهمس لنفسها بصوت مرتفع بعض الشئ وكأنها تتحدث مع أحدا أخر تنتظر إجابته هل ما سمعته صحيحا أيريد الارتباط حقا أم أنني قد خلط علي الأمر ولم أسمع جيدا...
ظلت واقفة علي حالها مستنده علي الباب وكأنها تستمد منه القوة  وجدت رنين هاتفها يتصاعد تحركت بتثاقل من مكانها لتجيب عليه فوجدتها صديقتها نورا التي لا تحدثها إلا في أسوء أوقاتها فأمسكت بالهاتف وضغطت زر الإيجاب ..
لتبادرها نورا كالعاده وتحدثت قائله لما لم تقولي بأنه قد عاد فمبارك لكي يافتاه لم يقدر علي العيش بعيدا عنكي . 
أبعدت الهاتف عن أذنها وهي تتأفأف مما تلمح إليه فتحدثت مغيره لمجري الحديث قائلا ألم تلقي السلام أولا 
اجابتها نورا قائلهأسفه يا فتاة لا تؤاخذيني فأنا متحمسة لما هو قادم 
ڠضبت وتعصبت منها فتحدثت من بين أسنانها قائله لا عليكي ولكن لنغلق الحديث في ذلك الأمر  فأنا لا اريد التحدث بشأنه فكيف حالك أنتي  ظلت تتحدثت مع صديقتها إلي أن أنتهت وأغلقت الهاتف فذهبت بإتجاه مكتبها وجلست عليه وأمسكت بدفترها لتسطر عليه بعض الكلمات المدميه التي خرجت من أعماق قلبها ..
لا تغضب مني ألست فتاك أهواك يا قدري ولا أهواك لا تحسب أني عشقتك طائعا قدر لعمرك زارني ونسيك قد كنت أحيا خاليا متحفظا واليوم شغلي في الحياة رضاك

انت في الصفحة 5 من 10 صفحات