رواية زين وغزل للكاتبة موني عادل
أكررها لن أتحدث معك مجددا ولكن لا تتركني وتذهب فلم جميعكم تريدون رؤيتي بمفردي لا تتخلي عني أعرف بأنني السبب في قرار سفرك ولكن أرجوك فكر ثانيا أرجوك زين
أنتهت من حديثها وتقدمت بضع خطوات إلي أن وقفت أمامه ومدت يدها تمسك بكف يده ويدها الاخري رفعتها لتزيح وجهه بإتجاهها لينظر إليها نزع يده منها بقوه كادت ان تخلع ذراعها وحرك وجهه عدة مرات متتاليه وقد أنكمش وجهه أكثر متحدثا پغضب وعصبيه بالغه من تصرفاتها التي تشبه تصرفات الأطفال ..
اياكي اياكي والإقتراب مني مرة أخري يجب عليكي أن تفكري قبل أن تتصرفي أحذرك بألا تفعليها ثانية حتي لا ټندمي فلن أفكر للحظه واحده قبل أن أكسرها لكي
فقد أهتزت مشاعره ولو قليل من لمستها ولكنه نفض الأمر سريعا عنه فلا يحق له ان يشعر تجاهها بتلك المشاعر ..
ليت هذه المواجهه لم تأتي ليتني لم أعترف له بمشاعري كنت سأرضي بسوء معاملته وجفاءه ولكني لن استطيع أن أتحمل بعده سأموت إن لم أراه حتي وإن كان لا يراني ..
تركها وتوجه غاضبا منها إلي غرفته ليري ما عليه فعله لكي يسافر سريعا ...
تحدثت والدته وهي تحتضنه
لثم كف يدها قائلا
حسنا لاتقلقي ولا تبكي من أجلي فلست صغيرا وسأحدثك كل يوم حتي تطمأني علي
اؤمات له بالأيجاب بينما كانت تهرب بعينيها منه حتي لا ټنفجر في البكاء ..
فذهب بإتجاه والده قائلا
أبي أهتم بصحتك ولا تهملها وخذ أدويتك في مواعيدها فأنت كل ما لدي سأذهب الان وصل سلامي لغزل ..
ولكنها تماسكت ووقفت تنظر له لعله يرأف بها وينظر إليها ليري دموعها الحبيسه وعيناها ترجوه بألا يذهب ويتخلي عنها ليتركها وحيده فيكفيها أن تشعر بوجوده معها في نفس البيت ..
رحل وتركها لم يرأف بحالها لم ينظر إليها نظره واحده ليري دموع عينيها وقفت تنظر في أسره فلم يودعها لم يسألها إذا ما كانت تحتاج لشئ تركها وكأنه يتخلص منها وكأنها عبئا ثقيل يحمله فوق أكتافه وقد أتيحت له فرصه ليزيحه عنه ويتخلص منه ...
وقفت تتساقط دموعها رغما عنها كما تتساقط أوراق الأشجار في فصل الخريف تحركت وهي تسرع خطاها لتدخل غرفتها وتغلق بابها جلست علي حافه الفراش تبكي تائهه لاتعرف ماذا تفعل تشعر پألم قوي في صدرها ظلت علي تلك الحاله إلي أن سمعت صوت المؤذن ينادي للصلاه ذهبت وتوضت لتؤدي فرضها فلم تستطع أن تتمالك نفسها أكثر فقلبها قد أصابه سهام الحب ولكنها خرجت من قوس لم تكن تتوقعه سجدت وشعرت أنها أقرب إلي الله فباحت بما في قلبها ...
اللهم يا من ملكت كل شئ يا من ملكت السموات والأرض يا من ملكت قلبي ونفسي وعقلي أسألك بأسمك الأعظم أن تربط علي قلبي ولا تجعله سببا في غضبك علي..اللهم يامن ملكت كل شئ لا تجعل في قلبي غير حبك وحب نبيك ..
ما أنتهت من الصلاه حتي توجهت لفراشها لتنعم بقسط من الراحه لعلها تنام ولو قليلا تسطحت علي الفراش وبقيت مستيقظه لفتره طويله وما أن زارها النوم حتي أستيقظت مفزعه فلقد حلمت بأن زين ينفضها من حياته كما ينفض الغبار ليسقط رأته يتزوج من فتاة أخري رأته سعيدا وفرحا بذلك الإرتباط وهي واقفه تنظر لهم معا وتبكي ...
أين أنت يا من تركني ورحل حطمت قلبي برحيلك كل يوم أزداد ألم . أقف على باب بيتي انتظر لعل من تركني وصل طالت الدقائق طالت الساعات ولم تصل طالت الأيام ولم أسمع عنك خبر هل هجرتني وأنسى الأمل
طالت الأشهر وقلبي انفطر ... يتجرع مرارة من عني رحل سألت عنك الكائنات ولم أجد حل ...هل رأيتم من عني رحل لم أجد حل زاد شوقي .. كلما طلعت شمس يوم جديد أسألي أنتي أيتها الشمس التي بنورك يظهر كل شيء الم تشاهدي من عني رحل قالت لي بكل حزن لم أرى من عنك رحل ... صړخت بأعلى صوتي أين أنت يا من عني رحل ...لم اسمع إلا صدى صوتي يتردد بالجبل ...لم أجد من عني رحل ... ليتني لم أفارق من عني رحل ... وها هي الأيام تمضي ومن رحل عني لم يصل ....
كانت زوجه عمها تجلس أمامها متعجبه كيف هذا فقد تركتها ليله أمس في عالم الأموات تبكي وتنوح تعيش في دنيا ثانيه فمنذ أن سافر وهي مريضه لم تغادر غرفتها ولكن بالامس قد أستيقطت من النوم وهي تبكي فقد رأت حلما أزعجها مما جعلها تبكي بصوت عالي لتسمعها زوجه عمها وتأتي إليها تهدهدها وتبقي بجانبها إلي أن غفت فقد لاحظت زوجه عمها بأنها تكن مشاعر لزين وأنه سبب مرضها ..
فتحدثت زوجه عمها تحاول أن تخفي عنها ما عرفته عن سبب مرضها وحزنها الدائم قائله كيف حالك اليوم يا ابنتي
تحدثت غزل قائله أنا بخير لاتقلقي علي فالحمد لله الذي رد عليا عافيتي
تنهدت زوجه عمها قائله حمد لله علي سلامتك سأذهب لأطمأن عمك لقد قلق عليكي فلا يدري بما أصابك ..
نظرت لزوجه عمها وقد شعرت بانها ترمي لشئ فهل عرفت بأن سبب مرضها هو حزنها لإبتعاد زين عنها..
فمسكت بكف يدها بين كفيها وكأنها ترجوها أن تقول لها ما يريح قلبها ويبدد حزنها فتحدث قائلههل حدثكم زين
انهت جملتها تنظر لها بمسكنه وحزن واضح علي ملامحها .
تحدثت زوجه عمها وهي تداري قلقها علي فلذه كبدها لا يا أبنتي ولكن لا تقلقي فقلبي يحدثني انه بخير ساذهب الان لاري عمك ثم أعود إليكي ..
تحركت لتخرج من الغرفه وتذهب لتري زوجها وتخبره بما أكتشفته ليجدوا حلا سويا ..
ما ان رأها زوجها فبادرها يسأل عن غزل وإذا قد عرفت ما بها..
فتحدث قائلا كيف هي الأن هل أخبرتك ما بها ولما تبدو حزينه هكذا
أومات زوجته براسها وجلست بجواره وتحدثت قائله هي بخير وقد عرفت ما هي علتها ..
اخدت تقص عليه ما لاحظته علي غزل في الأيام الماضية وما تحمله من مشاعر تجاه زين ...
بينما هي يزداد قلقها عليه يوما بعد يوم فتري أين هو ولما لم يتصل بوالديه فمنذ أن غادر لم يحدثهم إلا مره واحده ليطمئنهم بأنه قد وصل إلي وجهته ويخبرهم أنه لن يستطيع أن يهاتفهم دائما بل سيحدثهم كلما تتيح له فرصة لذلك.. ظلت تفكر ألا يكفي البعد لما يفعل ذلك فأنا لا أطيق صبرا لسماع صوته ليطيب قلبي لما يبخل عليا بسماعه فمتي اللقاء متي الهناء ذهبت لتجلس علي مكتب صغير في غرفتها ممسكه بقلمها محاوله أن تعبر عما تشعر به في داخلها طالما كان ذلك هو السبيل الوحيد لتعبر عما تشعر به منذ أن فارقها وذهب دون أن ينظر خلفه ولو لمره ..
أخرجت دفتر مذكراتها وأطلقت العنان لقلبها ليسطر لها ما تشعر به لتكتب قائله
أريدك أن تكون إمامي في صلاتي وتلاوتك للقرأن راحه لي وقت ضيقتي أريدك سندا وقوه في طاعتي أريدك سندا لي بعد ربي ملجأ لنزواتي أن أخطأت فلا تصرخ في وجهي فأنا أخاف من ذلك الأمر ولكن ضمني بين يديك أحتويني بحنانك وصحح لي أخطائي أعدك أني سأكون لك ما تتمني إن كتب الله لنا نصيب لنجتمع معا ....
كان في عمله يجلس علي مكتبه أمامه فنجانا من القهوه شارد الفكر لا يهد له بال فمنذ أن سافر لم يستطيع أن يحدثهم غير مره واحده فذلك المكان الذي يتواجد به شبكه الهاتف فيه ضعيفه جدا تكاد أن تكون منعدمه فلا يستطيع أن يحدثهم لثواني فقط ليطمأنهم عليه ويطمأن عليها فقد لاحظ بأنها تشغل باله وخياله فلم تتركه بمفرده للحظه يظل شاردا علي مدار اليوم يفكر فيها يري طيفها أمام ناظريه حاول الإبتعاد عنها ولو ببعد المسافات فلم تتركه في حاله لتزوره في أحلامه فيتنفس الحلم وكانه حقيقه واقعه فيصور له خيالا جامحا يعبث بروحه وكيانه نعم فأنا أعترف أمام نفسي بأنني احمل مشاعر تجاهها فهل تشتاقين إلي كما أشتاق إليكي ..
أفاق من شروده وما يفكر به ېعنف نفسه علي تفكيره فها هو شيطانه يهاجمه من جديد لينغرس في المعصيه فيخسر نفسه وربه ..
فأخذ يردد يارب أعني علي نفسي وشيطاني يارب لا تتركني أنزلق في بحر شهواتي ....
ما ان انتهي من دعاءه حتي انكب علي عمله لينهيه سريعا ويذهب ليجد طريقه ليحدث والديه...
في المساء كانت جالسه تتناول طعام العشاء فهي لم تخرج من غرفتها منذ ايام ولكن عمها قد اصر عليها بان تخرج لتتناول الطعام معهم كانوا يتناولون طعامهم في هدوء إلي أن صدح صوت رنين الهاتف عاليا
ذهبت مسرعة لتجيب عليه فقدميها تسبقها ظنا بأن زين من يهاتفه أمسكت بالهاتف لتجيب علي المكالمه فما ان مسكته ووجدت صديقتها نورا هي من تهاتفها ليخيب ظنها فقد توقعت بأنه من رحل عنها وابتعد ..
تحدثت صديقتها قائله
كيف حالك يا فتاه لما لم أعد أراكي فلقد سافر من كان يمنعك من زيارتي
تنهدت قليلا لتترك العنان لقلبها ليبوح عما بداخله بخير حال ولكني لا أستطيع أن أعصي أوامره أو أغضبه حتي ولو كان بعيدا فمن يعشق يطيع..
أكملت حديثها مع