الشيطان شاهين الجزء الثاني
لا تقدران على
حمله ليرتمي من جديد على الكرسي
وراءه و إحساس العجز و قلة الحيلة
يغزوانه تدريجيا.. لا يستطيع إرغامها
على العودة إليه.. يعلم انه امر مستحيل
و انه لديها كل الحق مهما قالت او فعلت
فما يحصده الان هي ثمار ما غرسه في الماضي.
إبتسم پألم قبل أن يتكلم بصوت يتخلله
بعض الرجاء وكانه آخر حل لديه طيب
و أيسم و انا.. انا إشتريت شقة جديدة
قريبة من هنا حسكن فيها... و اوعدك
مش حزعجك و لا حعمل اي حاجة
تضايقك.. حتى.... حتى لما آجي
اشوف أيسم حبقى اديكي خبر
قبلها بيوم...و اوعدك مش حتشوفيني
كثير... مرة واحدة في الأسبوع حبقى
آخذه الصبح و حجيبه بعد الظهر... مش
ليليان ارجوكي انا قابل بكل شروطك
مهما كانت إلا الطلاق.. ارجوكي بلاش
مش حقدر أعمل كده انا إستحملت الغربة و بعدي
عن إبني و إستحملت إني مبقاش موجود يوم
ما تولد.... و تحملت بعدك عني اللي
بېقتلني كل دقيقة و كل ثانية حستحمل حتى لو مية سنة قدام... بس مش حستحمل الطلا......
ضعفه و هو الذي لم يتعود ان يكون ضعيفا
من قبل.... يقسم انه مستعد في هذه
اللحظه ان يخر على ركبتيه اسفل قدميها
طالبا الصفح و الغفران...ناشدا إياها
إن تمنحه فرصة اخيرة حتى يحاول
إصلاح ما افسده سابقا.....
حدقت ليليان بذهول فيه غير مصدقة
أخبرتها انه تغير و لكنها لم تكن تعلم
إلى أي حد... هل من المعقول انه هذا هو
ايهم كابوسها المرير الذي رافقها
لسنوات طويلة... هل هو نفسه من
جعلها تكره حياتها بسببه هل غيرته
سنوات البعد حتى أصبح إنسانا يفقه معنى
الندم و الحزن ام أنها.. خطة جديدة
يتبعها حتى يصل إلى مراده ثم من
بعد ذلك يعود كما الفته من قبل
التي تجمعت فجأة داخل دماغها...
ثم وجهت بصرها نحوه من جديد
لتجده على حاله...
طال صمتهما ليقطعه أيهم الذي وقف
من مكانه فجأة و قد إرتسمت على
ثغره إبتسامة مريرة ليتحدث
بصوت جاهد ان يخرج عاديا أتمنى
تفكري كويس في كلامي... فكري في
أيسم حياته حتبقى إزاي و أمه و ابوه
مطلقين.. انا مش بكذب عليكي انا فعلا
و الايام حتثبتلك صدق كلامي....
تصبحي على خير.....
إتجه نحو الباب بعد أن أنهي كلامه
و دون أن ينتظر إجابتها غادر المكان
تاركا إياها تتخبط في ذكرياتها بين
الماضي و الحاضر....
بعد اسبوع ....
تجلس كاميليا بملل في مكتبها في
شركة شاهين الذي أقنعها بالعمل معه
بعد أن كانت رافضة تماما فكرة الخروج
للعمل و الانشغال عن اطفالها
تتصفح صورهم في حاسوبها المحمول
زفرت بانزعاج بعد أن لمحت في
أسفل الشاشة الساعة التي كانت تشير
إلى الحادية عشر صباحا...
تمتمت و هي تمط شفتيها پغضب
قائلةهو الوقت مش بيعدي ليه هنا
اوووف انا بجد زهقت...
قاطع أفكارها دخول هبة التي
إنفجرت ضاحكة عند رؤية صديقتها
تجلس كما تركتها منذ ساعة بنفس
هيأتها مسترخية على كرسيها و تضع
خدها على يدها و بيدها الأخرى تضغط
ازرار الحاسوب...
رمقتها كاميليا بعيون نصف مغمضة
قائلة بعدم مبالاة إنت إيه اللي جابك
هنا معندكيش شغل
تصنعت هبة الحزن لتضع يدها على
صدرها شاهقة بزيف إخص عليكي
يا كوكي و انا اللي جيت اطمن عليكي
قلت يمكن محتاجة حاجة....
وضعت أمامها كوب القهوة ثم جلست
على الكرسي أمام المكتب لټخطف نظرة
على الملف الذي لم يمس حتى الآن
قائلة إنت لسه مكملتيش تصميم
المشروع....على فكرة معاد تسليمه
النهاردة.. و البشمهندس حسن
هو اللي حيختار التصميم الأفضل..
نفخت كاميليا خدها بعدم إكتراث
قبل أن تجيبها دون أن تحول نظرها
عن شاشة الحاسوب أمامها لا خلصته
من يومين...و حبقى اسلمه بعدين..
هبة