رواية للكاتبة وداد

شيخ
وسيم بنفاذ صبر هو احنا مش هنخلص من القصة دي ..... ميه مرة قولتلك مليش دعوة بمۏت هديل
هالة پغضب لو متخانقتش معاها ليلتها مكانتش سابت البيت و ماټت ...... انت السبب في مۏتها و هفضل أقولهالك انت يا السبب و هخليك تدفع الثمن. غالي
وسيم استغفري ربك ابنتك ده قدرها أنها ټموت كده و بالوقت ده ربنا كتبلها كده حتى لو فضلت في البيت كانت ھتموت برضو بلاش تقولي كلام ټندمي عليه بعدين.
هالة الحاجة الوحيدة اللي أنا ندمانة عليها إن مخلتكش تعفن في السچن بقية حياتك ده كله عشان خاطر حفيدتي و بس إنما أنت حسابك جاي
وسيم و هو يتوجه نحو غرفته إللي عندك اعمليه بس يا ريت تسيبي البيت في أقرب وقت مش عايز بنتي تختلط بكي
هالة مش هسيب البيت ده بيت المرحومة ولا يمكن أسيبه و مش هتخلى عن مهما حصل
اكتفى وسيم بالاستدارة اليها و القاء نظرة تحمل كل معاني الشفقة على هذه الأم التي تحولت الى كتلة كره بعد ۏفاة ابنتهاالوحيدة
ثم غادر المكان الى غرفته لأخذ قسط من الراحة و الاستحمام عله يستطيع أن يزيح ذلك الشيء الذي يثقل و يحبس أن انفاسه ........
فذكرى ۏفاة زوجته تسبب له ألما كبير خاصة كلما تذكر الطريقة التي ألقت حتفها فيها والحالة التي وجدت عليها
وسيم بصوت الله يرحمك حتى و أنتي مېتة عملالي
المشاكل ......
ساعات من السير قضتها عفراء باحثة عن أي مكان لكن دون جدوى لكن رحمة الله واسعة على عبادها فقد ألهمها فجأة بتغيير مسار سيرها و التوجه الى ذلك الطريق الذي يعج بالمحلات التجارية الكبرى أين صادفت تلگ السيدة التي ترك الزمن أثاره على وجهها .... تقوم بإلصاق اعلان عمل .... اقتربت عفراء من ذلك الاعلان بحذر و حاولت قراءته إلا أنها وجدت صعوبة في القراءة فكما نعلم بأنها لم تحظ بقدر كاف من التعليم فهي تعتبر أمية ..... رأتها تلك السيدة البشوشة و هي واقفة و علامات السخط مرسومة على وجهها فأدركت أنها تعاني من شيء ....
السيدة ممكن أساعدك
فزعت عفراء عند سماع صوت تلك السيدة و عادت خطوة للوراء شكرا ... و همت ولكنها توقفت ثانية . هي تفرك فروة رأسها علامة على أنها لم تفهم شيء ما فهذه عادتها دائما عندما تصتعب الأمور و لا تستوعبها ثم رفعت اصبعها في اتجاه ذلك الملصق هو ايه اللي حضرتك علقتيه هناك
السيدة بابتسامة ده اعلان شغل
عفراء شغل ايه
السيدة بلطف بياعة ورد
عفراء و قد قفزت بفكرها فكرة و أرادت القيام بها دون تردد ممكن تشغليني عندك لو سمحتي
السيدة ممكن بس لازم اختبرك الأول
عفراء بانشراح و انا موافقة
السيدة يظهر أنك محتاجة الشغل اوي
عفراء أكثر ما تتصوري ده جالي نجدة من ربنا
و بتمنى أنجح في الاختبار اللي حضرتك هتعملهولي
السيدة و قد لمحت الأسى بعيني عفراء شعرت أنها ملزمة على مساعدتها شوفي أنا هشغلك من غير معملك اختبار ايه رأيك
عفراء بعدم تصديق انتي بتتكلمي جد .... يعني أنا بقى عندي شغل ... يامانت كريم يارب شكرا لحضرتك
السيدة بلاش حضرتك دي قوليلي يا نوسة
عفراء بس
نوسة الكل بينادولي نوسة
عفراء ماشي يانوة سة
نوسة آمال انتي اسمك ايه بقى
عفراء اسمي عفراء
نوسة اسمك جميل و غريب
عفراء و قد ارتاحت لهذه االسيدة ههه الكل بيقولي كده
نوسة اصل اسمك مش دارج كثير الا قوليلي معناه ايه
عفراء معناه الارض البيضاء البكر التي لم توطأ و معناه كمان الظبية اللي اتختلط بياضها بحمرة و فؤ العفراء من ليالي هي اللية الثالثة عشر
نوسة حلو اوي ما شاء الله عليكي انتي دارسة ايه
عفراء و قد اكتسى الحزن وجهها درست سنتين بس دول اللي درستهم طول حياتي
نوسة مشفقة عليها ولا يهمك يا ... قوليلي عايزة تبتدي شغل امتى
عفراء من دلوقتي. لو عايزة
نوسة لا يا حبيبتي دلوقتي

الوقت اتأخر روحي و تعالي الصبح
عفراء مليش مكان أروح ... هستناكي هنا لصبح
نوسة باستفهام هنا فين ... و يعني ايه ملكيش مكان تروحي عليه 
عفراء مش عايزة أجاوب .. أنا ماشية و اسفة عطلتك .....
خطت خطوات ثم ما لبثت أن توقفت عند مناداة نوسة لها استني
عفراء نعم
نوسة بحنان رايحة فين
عفراء مش عارفة
نوسة بأقولك معايا نروح بيتي و الصباح رباح
عفراء .......
مټخافيش انا ساكنة لوحدي
عفراء بتردد بس
نوسة مابس ... تعالي ايدك معايا ندخل الزرع و نقفل المحل و بعدين نقفل المحل و في البيت نكمل كلامنا
انصاعت عفراء لكلامها دون نقاش ... فهي تعلم أن هذا صائب فو جودها بالشارع سيعرضها للخطړ...
الفصل الرابع.
الحنان الذي طالما تمنت أن تحظى به من أقرب الناس إليها إلا أنها حرمت من ذلك الشعور فاليتيم و فاقد السند يكون دائما منبوذ من الجميع في مجتمعنا الذي تطغى عليه العنصرية و التفرقة الاجتماعية و تهميش هذه الفئة و اقصائها من المجتمع .......
في وقتنا الحالي فالمظاهر هي الأساس في ظل تغييب المبادئ و القيم .... إلا أنها لم تنعدم كليا فهي لاتزال راسخة بين تلك الفئات التي سعت الطبقات الرأسمالية الى محيها تمام من الوجود .... الطبقات الفقيرة رغم فقرها المادي إلا أنها غنية بأسمى و أعظم ما يمكن أن تمنى المرء الحصول عليه ألا و هي الطيبة و حب الغير ...... التعاون بينهم هو أساس حياتهم ..... أراد الله تعالى أن يجعل تلك اليتيمة تعيش هذا الشعور مع سيدة طيبة مثل نوسة فهي امرأة حنونة و تملك من العطف ما يكفي العالم بأسره ....
لم تجرب معنى الامومة. فالله لم ينم عليها بهذه النعمة .....
فجاءت عفراء و سدت هذا الفراغ و أصبحت بمثابة ابنتها التي لم تلدها بل و أكثر فهي تجزم أنها لو كانت. رزقت بابنة ما كانت لتحبها بهذا القدر ........
مر أسبوع بأكمله على وجود عفراء مع نوسة و ملازمتها لها بالعمل فقد استطاعت أن تثبت مدى جدارتها و سلوكها. الحسن مع الجميع فهي محط إعجاب الكل و خاصة الشباب منهم فهي كتنت تتميز ببراءة و رقة تشع من وجهها .... مشاغبة و مشاكسة مع من أصبحوا مقربون إليها بهذه الفترة الوجيزة هذا لم يكن من طبعها ....
جيران السيدة نوسة أغدقوها بحبهم و لكن هذا لم و لن يخلو من بعض الأعداء الفرحة هذا ما كانت تطلقوا عليهم عفراء .....
هناك فتيات ينبذونها لكونها من الشارع و اضافة لغيرتهن من جمالها البسيط الهادئ الذي يأسر الناظر إليها ....
أما بطلنا فإحساس بالذنب لايفارقه على الإطلاق حيث أصبح انطوائي مزاجه دائما متقلب رافضا الخروج من إلا إذ استجد جديد في عمله أو اذا كان هناك جلسات بالمحكمة
ذلك التقوقع اللي أصبح يستهويه أثر سلبا على ابنته فهي متعلقة بوالدها كثيرا ترفض حتى أن تفعل شيء في غيابه ..... منذ ۏفاة والدتها أصبح العالم بالنسبة متجسد في والدها رغم صغر سنها إلا أنها تتميز بذكاء خارق و لها القدرة على استيعاب ما يدور حولها .......
أما الأن فقد ذبلت مثل الزهرة التي تم اهمالها من قبل صاحبها بعد أن كان في السابق يغتنم الفرص لبثها حبه و حنانه حتى لا تشعر بالفراغ الذي خلفه مۏت والدتها. .......
كان جالس في غرفته وحيدا كعادته بعد عودته من مكتبه فاليوم كان حافل بالقضايا لذلك فهو يشعر بالتعب ..... لم يكن قادر على تعب نفسي فها قد اضيف اليه تعب جسدي أيضا ..... قطع خلوته اقټحام شقيقته لغرفته و على وجهها علامات السخط و الحنق
سما لحد امتى. 
وسيم وضحي سؤالك لو سمحتي !
سما ايه البرود اللي انت فيه 
وسيم بنفاذ صبر سما قولي عايزة ايه و متوجعيش دماغي
سما بهدوء لحد امتى هتفضل حابس نفسك و بتبعد عنا كل يوم عن اليوم اللي قبله
وسيم بتنهيدة تعباااان يا سما تعبان اوي
سما بقلق فيك ايه يا حبيبي ....
وسيم متشغليش بالك أنا محتاج شوية وقت و ارجع زي ما كنت
سما بحنان طيب شوفت الدكتور كشف عليك .... خد أجازة من الشغل عشان ترتاح
وسيم مش مستاهلة دكتور كل اللي عايزه شويه وقت
سما بعصبية خفيفة انت ليه مستهتر كده .... حرام عليك صحتك .... افتكر إن ليك بنت و هي كمان بتعاني من بعدك عنها .... أنت عارف أنها متعلقة بيك ازاي. ... دي يا حبيبتي ........
وسيم بعد هب واقفا مالها نديل
سما حالتها النفسية وحشة أوي و انت السبب في كده .......
لم تكمل كلامها حين لمحت أخاها يغادر الغرفة بسرعة البرق باتجاه غرفة صغيرته 
فتح باب الغرفة بهدوء صدم مما رأه فهي تنام في وضع الجنين و

لونها شاحب و كأنها لم تتناول الطعان منذ أيام .....
فطر قلبه حين رأها بتلك الحالة ...... فهو السبب كما قالت شقيقته .... غرق في دوامة ندمه متنتسيا ابنته تماما
بدأ ېلمس على شعرها بكل حنان ....... روح بابي عاملة ايه
كانت تنظر له دون أن تبدي أي ردة فعل أو حتى تجيبه
بدأ الخۏف يتغول بداخله فهي كانت شقية عالدوام خاصة عندما تراه قادما من عمله أما الأن فهي تحولت إلى كتلة من الحزن
وسيم نونو حبيبتي ردي عليا .... انتي مخصماني ولا ايه
لم يلاق اي جوا ب فهو ما دفعه الى اخذها بحضنه ..... ثم واصل مخاطبتها ..... أنا عارف انك زعلانه مني بس ڠصب عني والله و أنا مستعد لأي عقۏبة بس متبقيش كده
نديل هو انت هتسبني زي مامي
وسيم عمري معملها
نديل انت پتكرهني زي مامي .... هي راحت عند ربنا و انت هتجيب عروسة جديدة مكانها وتنساني . ..... ثم بدأت في البكاء
وسيم مين اللي قالك الكلام ده
انا 
كان ذلك صوت هالة ... استدار اليها وسيم و عيناه حمروان من شدة الڠضب فهي المرأة قد تجاوزت كل الحدود فابنته خط أحمر فيسقتل أي أحد يفكر في ايذائها حتى و لو كان ذلك الشخص هو .......
بصوت هادر مزمجر و كأنه أسد تعدى أحدهم على حرمته شوفي كلمة و مش هكررها تاني بيتي مليكش قعاد فيه ......
هالة ببرود قاټل مش رايحة لأي مكان طول ما حفيدتي هنا أنا هكون معاها ...... و الا.......
وسيم بترقب و إلا ايه .... كملي سكتي ليه ......
هالة بكره هرفع قضية و أخذ الحضانة لصالحي
وسيم متقدريش
هالة ماهو لما القاضي يعرف إن حضرتك مهمل لبنتك و بتاع ستات و سكير كمان مش هيسبها معاك
وسيم بعربدة اخافت كل من في المنزل اعملي اللي يطلع بإيدك .... بس برا بيتي انتي فاهمة مش عايزة أشوف وشك قدامي ..... أنا عملت بأصلي و احترمت أنك جدة