رواية للكاتبة وداد

هذه النقطة ظهرت على ثغره ابتسامة سخرية فهديل لم تكن يوما بالأم الصالحة لنديل ....
كانت ساخطة لأنها خضعت لطلب زوجها المستمر على الإنجاب فهي كانت تخطط لأشياء أخرى تسعى لتحقيقها فلم يكن الإنجاب من ضمن خططها بل إنه سيكون عائق. في طريق. طموحاتها ...... إلا أن وسام أصر و بشدة على هذا الأمر أو أن سيحرمها من كل الامتيازات التي منحها اياها .....
و لأنها لم تجد أمامها أي خيار أخر أنذاك انصاعت لرغبته لكنها كانت تمقت إبنتها و بشدة و لم تشعر نحوها يوما بالحنان .... و بالتالي فقد استعانت بوالدتها كي تحضر لها مربية لتعتني بها و تلتفت هي لحياتها الخاصة .... حياة دون أن تكون ابنتها من ضمنها .....
لم يكن وسيم يلحظ تلك المعاملة لأنها كانت تجيد التمثيل ببراعة حتى تحصل على ما تريده .... ففي وجوده تغدق الصغيرة بحب زائف و في غيابه ترميها للمربية و تلتفت لملذاتها الشخصية ..... كانت نوسة تراقبها بحنق لما تفعله هل يوجد أم عديمة الاحساس هكذا غيرها من النساء يتمنون لو أنهن ينجبن و هي ترفس النعمة التي أمنها الله بها عليها. ......
في حين أن الجدة كانت تأيد حماقات ابنتها و تحثها على استغلال زوجها و الحصول على القدر المستطاع من الأموال منه ........
دوي صوت سيارة الإسعاف بالمكان انتشله من دوامة أفكاره التي قد تتسبب في وقوعه مغشيا عليه من فرط الضغوط ......
كان يراقب دخول سيارة الاسعاف إلى ساحة المستشفى ملتهمة الطريق بسرعتها المعهودة بتلك الأوضاع حتى تنق المړيض ......
لا يعلم راوده

ذلك الاحساس الذي يحثه على الإقتراب
من السيارة القادمة لرؤية الحالة التي بداخلها
تسمر بمكانه فور رؤيته لذلك الرجل المستلقي على النقالة و زوجته ممسكة يده رافضة الإبتعاد عنه رغم محاولات الممرضين بجعلها تترك يده .....
لم يكن يتوقع أن رجل بقوته سيكون بمثل ذلك الضعف المرسوم على محياه ..... لطالما أطلق عليه اسم الصخر فهو يتميز بقوة لم يعهده بأحد ..... رجل حكيم قوي صارم لأبعد الحدود الجميع يهابه و يحترمه .... لم يشتك يوم من اي مرض أو حتى أصيب بتوعك بسيط .......
لمح الممرضين يهرولون به نحو غرفة الاسعافات فالأن أدرك لما كانت سيارة الإسعاف تكاد تطير من فرط السرعة ..... فشخصية مثله يجب أن يفعل من أجله المستحيل لإنقاذه ...... توجه وسيم على الفور ليستعلم عن مرضه و يقف مع زوجته بمحنتها فطالما كانت كريمة و حنونة معه. ......
وسيم مخاطبا تلك المرأة و اخيرا تركت يد زوجها ليقم الأطباء بعملهم سلام عليكم يا. مدام ابتهال
رفعت ابتهال رأسها ثم مسحت دموعها التي أبت أن تتوقف على رفيق دربها عليكم السلام يا وسيم
وسيم خير ماله الأستاذ رأفت
ابتهال بحزن مش عارفة ماله كنا بتكلم عادي فجأة وقع مني مش عارفة ايه اللي حصله .... ثم عادت للبكاء مجددا
وسيم اهدي طيب و أكيد ده سببه الارهاق مش أكثر
ابتهال يا رب .... أنا مش لو جراله حاجة لاسمحالله أنا ممكن أموت. من غيره ....
وسيم استهدي بالله و ان شاء الله. خلي ايمانك بربنا قوي و ادعيله ربنا يقومه بالسلامة و يكون مجرد ارهاق
ابتهال يااااارب قومه بالسلامة. د أنا مليش غيره
ثم انتبهت فجأة و أنت بتعمل ايه هنا 
وسيم بتنهيدة نديل تعبانة شوي
ابتهال يا حبيبتي مالها بس
وسيم جالها اڼهيار عصبي
ابتهال ااايه اڼهيار عصبي من ايه .... د أنا شفتها من يومين كانت زي الفل أي نعم باين عليها زعلانه بس توصل للاڼهيار ازاي
وسيم الموضوع يطول شرحه خلينا نطمن على استاذي و بعدين أحكيلك
ابتهال بتفهم ماشي
ظلا كلاهما ينتظران خروج الطبيب ليطمئنهما على حالته ..... طال انتظارهما كثيرا فدب القلق الي قلبهما فهذا التأخير لا يبشر بخير
ابتهال بقلق و ألم يعتصر قلبها هما اتأخروا كده ليه ... أنا قلبي مش مطمن
وسيم محاولا تهدئتها رغم القلق الذي يسكنه اهدي يا مدام و ان شاء الله خير .... دلوقتي يطمنونا عليه
ابتهال أنا مش قادرة أصبر أكثر من كده ..... لازم أدخله و أشوفهم بيعملوا ايه كل ده ...... و لو جوزي جراله حاجة يجي يقولولي بلاش يسيبوني في القلق ده حرام عليهم والله انا معدتش قادرة أستحمل
وسيم طيب خليكي هنا و انا هروح أشوف أي ممرضة او ممرض يدخلوا يشوفوا ايه الوضع جوا
ابتهال برجاء ارجوك روح و متتأخرش عليا لو سمحت
وسيم حاضر ثواني و جي
ما كاد وسيم يخطو خطوات إلا و فتح ذلك الباب الذييرقد خلفه المحامي الشهير رأفت حسن .... غير مساره و ذهب اليه ليسأله عن حال أستاذ
وسيم طمني يا دكتور الاستاذ رأفت كويس ....
الطبيب دلوقتي نقدر نقول انه كويس تجاوز مرحلة الخطړ .....
وسيم هو عنده ايه يا دكتور 
الطبيب الحقيقة قلبه تعبان عنده انسداد في شريان و لازم نعمله عملية بأقرب وقت حتى نتفاد أي مضاعفات جانبية زي اللي حصلت النهارده ....
وسيم تمام يا دكتور امتى تقدر تعمله العملية
الطبيب في غضون أسبوعين
وسيم ان شاء الله نقدر نشوفه يا دكتور
الطبيب دلوقتي هننقله لأوضة مجهزة عشان حالته متترجعش و بعدين تقدروا تشوفوه
وسيم شكرا لحضرتك
الدكتور الشكر لله يا بني ده واجبي و حمدلله على سلامته
وسيم الله يسلمك
ذهب كل منهما في طريق في حين ذهب وسيم لطمئنة السيدة ابتهال
... وسيم أنا كنت مع الدكتور المعالج
ابتهال بلهفة ها و قالك ايه
وسيم بتردد الحقيقة ...
ابتهال تحثه على الكلام هااااقول على طول
وسيم هو لازم يتعمله عملية. لأنه عنده انسداد بالقلب ....
ابتهال ااااييه
وسيم يا مدام ابتهال مش كده
المفروض تكوني قوية اكثر من كده عشان هو محتاجلم اوي الفترة الجاية و انتي عارفة انه لا مؤاخذة دماغه ناشفة. احتمال يرفض يعمل العملية فدورك انك تقنعيه بكده
ابتهال و هي تمحي اثر دموعها معاك حق
وسيم احنا هنستنى شوية ماينقلوه لأوضة تانية مناسبة لوضعه الصحي عشان لأن حالته متسمحش يخلوه في أوضة عادية لازم الأوضة تكون مجهزة
ابتهال ماشي و بجد أنا متشكرة أوي و مش هنسى وقتك معايا طول حياتي
و انت في عز محنتك
وسيم متقوليش كده .... أستاذ رأفت زي أبويا بالضبط أنا معتبركم أهلي ..و مستحيل أشوفكم في وضع زي ده و أقعد أتفرج ......
ابتهال ده عشمي فيك

يا بني. ........
________
دي انسانة حقېرة في ست بتعمل كده في بنتها ...... كانت تلك كلمات مليئة بالڠضب صدرت عن عفراء بعد سماعها لنا قالته نوسة بسأن حياة هديل مع عائلتها
نوسة مايجوزها عليها الرحمة وربنا يغفرلها خطاياها .....
عفراء الله يرحمها
نوسة ايه يا بت مش هتأكلنا و لا ايه
عفرتء ثواني و يكون عندك أحلى غدا
......توجهت عفراء نحو ذلك المطبخ الكائن بأخر مكان بالمنزل ...... كانت تتمتم بكلمات غير مفهومة فهي تشعر پغضب من تلك المرأة و أقسمت لو أمامها حتى ټصفعها بكل ما أتيت من قوة لعل و عسى تعيدها لرشدها و لكن لن يفيد العقار فيم أفسده الدهر
يتبع
الفصل السابع
صباح جديد يحلم بين طياته أمل جديد بحياة أبطالنا ..... أمل في أن يمن عليهم الله براحة البال. و الطمأنينة التي أصبحت أكثر أمانيهم في الأونة الأخيرة فها هو سبحانه و تعالى يجبر خواطرهم و يزيح. عنهم الحزن و يفرج كربهم .....
اليوم ستغادر تلك الصغيرة غرفة المستشفى ربما لتعود لمنزلها أو لمكان أخر ستكون مفاجئة لها ..... أما السيد رأفت فقد اقتنع اخيرا بعد جهود مضنية من وسيم و ابتهال لجعله يتراجع عن قراره أي انه في البداية كان رافضا لفكرة اجراء العملية و رضائه بما كتبه الله فهذا نصيبه و يجب يرضى به و لكن زوجته كان لها الكلمة الأخيرة في هذا الموضوع فالرغم شدته و قوة شخصية إلا أنه لا يحتمىل رؤية دمعة بعيناها لذلك رضخ لها .........
في سيارة وسيم أين يقل كل من شقيقته و ابنته عائدين الى منزلهم مبدئيا ....
وسيم هي حبيبة بابي ساكتة ليه مش عوايدها ..... انتي زعلانه مني ولا ايه ....
نديل ببراءتها المعهودة لا يا بابي
وسيم آمال مش بتتكلمي معايا زي عادتك ليه ....
سما هي زهقانة من قعدة المستشفى انت عارفها مبتحبهاش
وسيم ما أنا عملاها مفاجئة انما ايه هتخليها تطير من الفرحة
نديل و قد لمعت عيناها فور سماعها لما قاله والدها هييييييه مفاجئة
انتفضت سما على اثر فعلة نديل ايه يا بنتي خضتني ما أنتي كنتي زي ملايكة مالك و لا زي ما قال وسيم الفرحة طيرتك من قبل ما تعرفيها
نديل بأسلوبها الطفولي الأسر و كأنها نسيت ما حصل بالامس انا بحب النفاجئات اووووووي يا سيمو
وسيم مستغلا تغير مزاج ابنته و انخراطها معهما في المزاح امممممممم هي سيمو و أنا ايه بقى يا ست نديل
نديل بضحك انت غيووور اووي بابيتي
وسيم اووووووي يا روح بابيتي
نديل انا بحبك اوي يا بابي اوعى تسيبني
وسيم انا عمري ماهسيبك يا قلبي
نديل ايه المفاجئة يا بابي
وسيم و انا اللي فاكرك نسيتي ههههه
نديل نديل موش بتنسى ابدا
سما البس يا عم ههههههه ه
وسيم ماشي أنا اللي يهمني أشوف الضحكة الحلوة دي دايما على وش حبيبتي بنوتي
سما هااااا قول بقى قرفتنا
وسيم ههههههههههن و أنتي مالك أصلا أنا قلت المفاجئة لبنتي مش ليكي ركزي ياختي. ها ركزي
سما بدلع الله مش أنا كمان بنتك ولا ايه يا ويسو يا حبيبي و نور عيني يا ....
وسيم بس بس
كانت ضحكات تلك الصغيرة تتعالى على مزاحهما الطفولي هذا .....
انشرح قلبه حين أصاب الهدف و جعلها تضحكها كعادتها فهو الوحيد القادر على اخراجها من قوقعتها و عزلتها ...... في حين أمره الطبيب قبل مغادرة المستشفى أن يبعدها على الأشياء التي من الممكن أن تعكر مزاجها و جدتها أول هاته الأسباب و يجب ابعادها عنها ....
وسيم شوفوا ية بناتي أنا قررت أخطفكم يومين و نروح رحلة استكشاف من بتوع زمان
سما نديل بصوت واحد ياااااااااس
وسيم والله مجانين
سما بلهفة هنروح امتى ها
وسيم نديل هي اللي تقرر الموعد قوليلي نفسك نروح امتى يا حبيبتي
نديل بفرح دلوقتي
وسيم علطول كده خلينا نروح نرتاح الاول
سمانديل لاا دلوقتي
ثم انفرجوا. جميعا ضاحكين
_______
و بحب الناس رايقة اللي بتضحك علطول أما العالم المضايقة لالا مليش في دول ....... كانت هذه كلمات التي تدندنها عفراء و هي داخل المشتل و تقوم كذلك و كأنها تقف على ركح المسرح ..... سمعت صوت تصفيق. صادر من أحدهم يبدو أنه قد أعجبه أدائها الټفت عفراء ببطء معتقدة أنه ذلك المتطفل فهو لا يضيع فرصة لإزعاجها. تسمرت مكانها فقد أخطأت الظن هذه المرة .....
تنحنح ذلك المسلوب أيضا فصډمته لا