مزرعة الدموع
واحدة أبقى واثق منها وأنا سايبها فى البيت ومسافر والبنت دى هبقى سايبها فى البيت وأنا مطمن لأنها زى ما قولتلك محترمة وقطة
مغمضة
بس يا مصطفى ده ميكفيش عشان الحياة الزوجية بينكوا تستمر لازم يكون فى مقاومات أكتر من كدة تخليها تستمر
تقصد الحب والتفاهم و الكلام ده يا حييبى الحب والغرام ده
بيكون قبل الجواز بس الراجل
تفكيرك غريب
لا تفكيري واقعى جدا
طيب و نهله مش انت برده كنت بتحبها
شعر مصطفى ببعض الضيق للتحدث فى هذا الموضوع لكنه قال
بص يا رأفت من الآخر كدة مفيش راجل بيتجوز واحدة كان ماشي معاها
اقتربت سيارة عمر من المزرعة التى كانت تقع فى احدى القرى بالقرب من محافظة المنصورة وبمجرد أن وصل الى البوابة ظل يطلق زمور السيارة وينادى وأخرج رأسه من الشباك مناديا الغفير
عم عويس عم عويس
فتح البوابة رجل فى العقد السادس من عمره وقال وهو يمد رأسه مستطلعا القادم
نظر اليه عمر وقال
افتح يا عم عويس أنا عمر
أسرع الغفير بفتح البوابة على مسرعيها مرددا
عمر بيه يا أهلا يا مرحبا المزرعة نورت اتفضل يا بيه
انطلق عمر بسيارته وتوقف أمام بين كبير مكون من طابقين على الرغم من أنه يبدوا قديما إلا أن له هيبه لا تغفلها العين
لحق به الغفير الذى أغلق البوابه وأسرع يجرب خلف السيارة حاملا طرف جلبابه فى فمه قال الغفير فى حبور
قال عمر فى عجالة
لا تسلم يا عم عويس أنا أصلا مش هطول احنا ولو خلصت احتمال ارجع النهاردة فين مدير المزرعة
الباشمهندس محمد تلاقيه دلوقتى فى استراحة الغدا
شكرا يا عم عويس
قال ذلك وهو يربت على كتف الرجل وأسرع ليجد ليبحث عن المزرعة
ازيك يا باشمهندس محمد
هب الرجل واقفا بمجرد أن رآى عمر وابتلع ما بفمه من طعام بسرعة ومد يده ليسلم عليه قائلا
اهلا وسهلا ازيك يا باشمهندس عمر
صافحه عمر ثم جلس على المقعد المواجه له قائلا
ايه الفاكس اللي بعتهولى النهاردة ده عايز أعرف المشكلة بالتفصيل
ابتلع الرجل ريقه وجلس فى مقعده مرة أخرى وقال
زى ما قولت لحضرتك فى الفاكس تشخيص المړض البياض الدقيقي
حاول عمر السيطرة على غضبه قائلا
الاصاپة وصلت لفين بالظبط
توتر الرجل قائلا
للأسف يا باشمهندس الاصاپة وصلت للأوراق والأغصان والأزهار والثمار
ضړب عمر بيده على الطاولة فإنتفض الرجل فزعا والټفت جميع من فى القاعة اليهما هدر صوت عمر قائلا
وكنت فين حضرتك يا باشهندس لما المړض انتشر فى الزرع بالشكل ده ومخدتش احتياطاتك ليه عشان تمنع الإصابة من قبل ما تحصل
والله يا باشمهندس عمر أنا عملت اللى عليا و
قاطعه عمر قائلا
هنشوف هنشوف اذا كنت عملت اللى عليك ولا لأ يلا قوم هنلف على المحصول كله توريني الإصابات
نهض الرجل معه فى استسلام
انهى الرجل جولته مع عمر الذى ازدادت حدة غضبه قائلا
ده اسمه اهمال يا باشمهندس انت عارف كويس ان عدم ازالة الأوراق اللى على جذر الشجيرات ده له دور كبير فى انتشار المړض
وقف الرجل وقد أخذت حبات العرق تنبت فوق جبيه ولم يستطع النطق
أكمل عمر فى ڠضب
والحشائش دى ما بتتشلش أول بأول ليه انت عارف انها بتسبب الإصابة بأمراض زى الزفت للزرع ده تسيب أمال بتقبض مرتبك على ايه بالظبط
بهت الرجل ولم ينطق ببنت شفه
فى المساء أغلق الغفير بوابة المزرعة بالحديد والسلاسل وتوجه الى غرفته ونادى زوجته
صفية صفية
لم ترد فبحث عنها فلم يجدها هم بالتوجه الى باب الغرفة ليبحث عنها بالخارج عندما وجدها تدخل وتغلق الباب خلفها
كنتي فين يا صفية
هكون فين يعني كنت بجهز الأكل للباشمهندس عمر وبنضفله الأوضة اللي هينام فيها
طيب يلا
عشان ننام
نام عم عويس وتدثر بغطائه ودخلت زوجته الفراش بجواره وأخذت تتطلع الي زوجها الذى أولاها ظهره لتتأكد من أنه أغمض عينيه ويغط فى النوم فأولته ظهرها وأخرجت من صدرها حفنه من المال أخذت تنظر اليها
فى فرح ثم أعادتها الى صدرها مرة أخرى
قامت كريمة من نومها فزعة وهى تردد
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
انتفض زوجها واستيقظ على صوتها وقام وأضاء نور الغرفة وقال لها
خير فى ايه مالك يا كريمة
كان حلقها جاف فلم تستطع التحدث وأشارت الى ابريق الماء الموضوع على الكمودينو فهم زوجها اشارتها وصب لها كوبا من الماء وأعطاه لها قائلا
اتفضلى يا حبيبتى اشربي واهدى
شربت كريمة كوب الماء بسرعة ونهم وكأنها كانت تسير فى صحرا أعطت له الكوب الفارغ فوضعه على الكمودينو مرة أخرى و قال لها
هنيا مالك فى ايه انتى تعبانه
قالت بعدما هدأت قليلا وبدأت ضربات قلبها فى الانتظام
لا بس شوفت حلم وحش أوى
خير اللهم اجعله خير
حلم خاص ب عمر كان قلبي هيقف من الخۏف
يارب سترك خير شوفتى ايه
بلعت ريقها فى صعوبة وكأن تذكر الحلم يعيد اليها خۏفها مرة أخرى قالت
شوفت عمر وهو واقف فى مكان فاضى مفيش أى حد شايفه وفى حيه كبيرة فاتحه بقها و وماشيه ناحيته أول ما شافها فضل يرجع لوره وهى برده عماله تتقدم ناحيته وكان منظرها مرعب جدا وكانت مصره تأذيه
عمر كان وراه بير عميق وكان ضلمه مكنش شايف البير ده فضل يرجع لوره عشان يبعد عن الحيه فضلت أصرخ وأقوله عمر حاسب البير اللى وراك لكنه مكنش سامعنى حاولت أجرى عليه لكن كنت فى الحلم حاسه ان رجلى زى ما تكون مشلوله مش عارفه أتحرك
لحد ما عمر وقع فى البير والحية أول ما
لقته وقع بعدت عنه بسرعة وجريت بعيد عنه جريت عليه وقلبي هيقف من الخۏف وفضلت أنادى من فوق البير عليه لحد ما شوفته رغم ان البير كان ضلمه بس نور القمر كان منوره وكان شكله پيتألم أوى ومش قادر يتحرك فضلت أعيط وأنادى عليه لحد ما رفع راسه وقالى ما تقلقيش يا أمى أنا هقدر أقوم أقف تانى
أنهت كريمة كلامها ونظرت الى زوجها قائله
تفتكر ايه الحيه وايه البير ده أنا خاېفة على عمر أوى
قال لها زوجها يطمئنها
ما تخفيش
ربنا هيحميه ان شاء الله لعلها تكون أطغاث أحلام انتى بس ادعيله انتى عارفه ان دعوة الوالدين مستجابة ان شاء الله
والله بدعيله دايما وعمرى ما بطلت دعا ليه ربنا يحميه وينورله بصيرته ويكفيه شړ ولاد الحړام
جلست ياسمين مع سماح فى غرفتها بعدما انتهيا من تناول طعام الغداء قالت ياسمين لها
ها يا ستى ايه بأه الموضوع اللى كنتى عايزانى عشانه
بصى يا ياسمين من الآخر كده فى واحد تعرفت عليه فى المطار أما كنت رايحه أجيب بنت خالى من السفر
سألتها ياسمين
اتعرفتى عليه ازاى يعنى
بصراحة حاول يكلمنى وصديته جامد والطيارة كانت اتأخرت عن معادها ففضلت وقت كبير فى المطار منتظرة بنت خالى والراجل ده فضل يحوم حوليا كتير وبعد ما اتأكد انى مستحيل أكلمه أو أعبره تقريبا كدة عجبه رد فعلى ده وأول ما بنت خالى وصلت وسلمت عليها جينا نمشي لقيته بيوقفنى
ها كملى
طبعا لسه هفتح بقى عشان أديله اللى فيه النصيب لقيته فجأنى وقالى انه عايز يتقدملى
قالت ياسمين وهى مندهشة
نعم خبط لزق كده
آه والله ده اللى قاله وفضل يتكلم ويعرفنى بنفسه طبعا بنت خالى كانت واقفه وهو كان محترم مطلبش اننا نعد في مكان ولا طلب رقمى ولا أى حاجة وبعد ما خلص كلامه طلب منى رقم بابا
قالت ياسمين وقد اتسعت ابتسامتها
ها وبعدين كملى
بنت خالى اديته الرقم وبعدها محطتش الموضوع فى دماغى لكن بعد يومين لقيته بيتصل ببابا وطلب يقابله وفعلا اتقابلوا بره البيت وشرحله ظروفه كلها
صاحت ياسمين فى فرح طفولى
الله حب من أول نظرة يعني ها كملى وبعدين
بصى يا ياسمين أنا مش هكدب عليكي بصراحه أنا ارتحتله أوى مش بس ارتحتله تقدرى تقولى انا فعلا معجبه بيه أوى بس فى مشكلة
ايه هى
هو من ساعة ما اتخرج وهو عايش بره بيكون مستقبله وللأسف من سنة خسر كل فلوسه اللى حوشها لأن دخل شركة مع ناس فى البلد اللى كان مسافر فيها ونصبوا عليه وخسر كل اللى حوشه طول السنين اللى فاتت
قالت ياسمين فى حزن
لا حول ولا قوة إلا بالله
بصراحة يا ياسمين أنا مش فارق معايا الموضوع ده هو بيقول انه لسه بيبدأ يكون نفسه من أول وجديد وانه مش مرتاح فى شغله وبيفكر يشتغل مع واحد صحبه هو لا يملك غير عربيته بس حتى
الشقة اللى اشتراها هنا اضطر يبعها عشان يسدد ديونه يعني هعيش معاه على مرتبه بس
طيب وانتى رأيك ايه فى كل ده
زى ما قولتلك كل ده مش فارق معايا بصراحة عجبنى وحساه راجل بجد وكمان بابا
انتى عرفاه بيفهم الناس بسرعة هو كمان أعجب بيه أوى
تمام أوى
لا مش تمام لسه ماما معرفتش واللى خاېفه منه انها ترفض انتى عارفه ماما راسمه فى خيالها شخص مثالى لبنتها الوحيدة خاېفة أوى ترفضه عشان ظروفه
طيب وباباكى رأيه ايه
بابا ده حبيبى قالى انتى اللى هتعيشي معاه يبأه انتى اللى تختارى والحاجه الوحيدة اللى هيتدخل فيها هي انه يطمن انه انسان محترم ومؤدب ويسأل عنه كويس هنا فى مصر وفى البلد اللى كان شغل فيها
أنا خاېفة أوى يا ياسمين ادعيلى الموضوع يتم على خير
ياسمين قائلة
ان شاء الله يا حبيبتى ربنا يقدرلك الخير ويسعدك ويفرح قلبك يارب
أثناء انهماك مصطفى فى دراسة أحد المخططات أمامه شعر فجأة بشخص يقف خلفه