الإثنين 25 نوفمبر 2024

مزرعة الدموع

انت في الصفحة 17 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز

من شويه كلها خدوش بسيطه لكن اللى تاعبنى مۏت والدها الله يرحمه
الله يرحمه ويغفرله ويتجاوز عن سيئاته طيب هما عاملين ايه دلوقتى 
سكت قليلا ثم قال 
ولا أى حاجه
يعني ايه ولا أى حاجه
مش عارف هما كده من الصدمة ولا ايه بالظبط بس مش باين عليهم أى تأثر
غريبة ازاى يعني دى جوزها ودى أبوها
مش عارفه أكيد لسه مفاقوش من الصدمة
عاود كريمة قلقها على ابنها الذى يرقد داخل حجرة العمليات وأخذت تستغفر ربها وتناجيه
الخارج حتى ولو شعرت بأنه غريب إلا أنه الآن زوجها ويجب عليها حسن التبعل له والطاعه ولو رآها بالحجاب لإزداد ڠضبا على ڠضب خرجت من غرفة النوم وتوجهت حيث يجلس مصطفى وقفت على استحياء أمام الباب ألقى عليها مصطفى نظرة ساخره على ما كانت ترتديه ثم أعاد نظره الى التلفاز مرة أخرى وقفت قليلا ثم قالت 
تحب تتعشي
قال پحده 
لا مش عايز زفت
تركته ودخلت غرفة النوم مرة أخرى وهى تشعر بأن هناك أيام بائسه تنتظرها فى بيت مصطفى
خرج الطبيب من غرفة العمليات فنهضت كريمة وزوجها بسرعه وتوجها اليه قالت كريمة بلهفه 
خير يا دكتور الله يباركلك طمنى على ابنى
طمأنها الطبيب قائلا 
لا اطمنى هو كويس الحمد لله 
قال والده 
يعتي مفيش فيه أى مشكلة
الحمد لله حاله أحسن من غيره كل المشكله ان أعصاب دراعه الشمال اتضررت بشكل جزئي بالإضافة للكسور اللى في دراعه يعني هيحتاج فترة من العلاج الطبيعي والحجامه عشان الأعصاب تنشط تانى بس اطمنوا ان شاء الله خير
قالت كريمة فى قلق 
يعني يا دكتور واثق انه هيكون كويس بالله عليك ما تخبي عليا
أنا هنا طبيب يا حجه وبصارح أهالى المرضى بحالتهم بالتفصيل مينفعش أخبى عليهم حاجه وزى ما قولت لحضرتك هو بس بعد الجبس ما يتفك هيحتاج فترة من العلاج الطبيعي عشان ايده ترجع زى ما كانت 
اد ايه هياخد الموضوع ده
حسب حالته وحسب استجابته منقدرش نحدد دلوقتى الا لما يفك الجبس ان شاء الله
وايده هتفضل فى الجبس أد ايه يا دكتور 
مش أقل من شهرين عن اذنكوا
غادر الطبيب فالفتت كريمة لزوجها قائله 
تفتكر الدكتور مخبي حاجه
انتى عايزه تقلقى نفسك وخلاص قالك انه لازم يكون صريح معانا وشرحلنا حالته بالظبط
الحمد لله اللهم لك الحمد
ثم استطردت قائله بقلق 
بس أنا خاېفه دراعه ميرجعش تانى زى الأول
احنا فين وبقينا فين يا كريمة قدر ولطف الحمد لله انها جت على أد كده 
فى هذه الأثناء خرج من غرفة العمليات ترولى محمولا عليه عمر فتوجهت اليه كريمة مسرعه وربتت بكفها على رأسه قائله 
عمر انت كويس رد عليا يا ابنى
قالت لها الممرضة 
هو دلوقتى فى البينج ان شاء الله شويه ويفوق
أدخلوه الغرفة المخصصه له وجلست كريمة بجواره تمسك مصحفها وتتلو آيات من كتاب الله
نظرت نانسي الى الكدمات الى تعلو وجهها فى مرآة صغيره بيدها فى غرفتها بالمستشفى وقالت بعصبيه 
اټشوهت وشى اتشوه
نظرت لها نادين النائمة على الفراش ققائله 
انتى معندكيش ډم ابوكى ماټ يا نانسي
نظرت لها نانسي قائله 
كان طول الوقت اما مسافر واما فى الشغل ايه اللي يخليني أزعل انى فقدت حاجه أصلا مكنتش موجوده فى حياتي
حتى لو كده برده خلى عندك ډم شويه أهل خطيبك يقولوا ايه علينا
قالت نانسي بسخرية 
خطيبي هو بعد اللي أنا حكيتهولك و اللى حصل فى بيت المزرعة متوقعة ان عمر هيفضل خطيبي
قالت لها نادين بعصبيه 
ما انتى بنى أدمه غبيه لسه مفهمتيش عمر وعشان كده عماله تحطى نفسك فى مواقف غبيه زيك
اوووووف خلاص مفيش داعى للكلام ده خلاص الموضوع انتهى
نظرت لها نادين بغل قائله 
مش بقولك غبيه موضوع ايه اللي انتهى الأمور هترجع بينك وبني عمر زى الأول وأحسن
قال نانسي بسخرية 
ازاى ان شاء الله
ابتسمت ابتسامه خبيثة وقالت 
هقولك ازاى
دخل مصطفى الى غرفة النوم فأسرعت ياسمين الجالسه على طرف الفراش بالنهوض والتفتت وأولته ظهرها وأخذت تمسح عبراتها التى تساقطت على وجنتيها دخل مصطفى الفراش وتدثر بالغطاء وأغمض عينيه دون التفوه بكلمه
أخذت ياسمين مخده صغيره وغطاء من الدولاب وتوجهت الى غرفة المعيشة نامت على الاريكة وتدثرت بغطائها وأقد أخذت العبرات تتساقط على وجنتيها مرة أخرى
استيقظت فى اليوم التالى عندما شعرت بيد تهزها بقوة وبصوت مصطفى وهو يقول 
انتى يا مدام قومى عايزين نفطر
هبت ياسمين جالسه على الأريكة وأعادت خصلات شعرها الثائرة الى الخلف وأغمضت علينيها للحظات تحاول تذكر أين هى وماذا تفعل هنا 
يلا أنا جعان 
عادت ياسمين الى الواقع مرة أخرى فنهضت من على الأريكة وقال
صباح الخير حاضر هحضره دلوقتى
لم يرد مصطفى فأخذت غطائها ومخدتها ودخلت غرفة النوم وأعادت ترتيب السرير ثم توجهت الى الحمام وأخذت دش ساخن لعلها تشعر بالإرتياح أنهت حمامها ودخلت المطبخ تحضر الفطور لأول مرة فى هذا البيت الغريب نظرت الى مقتنياتها وأدواتها المطبخية وتذكرت كل قطعة فيه كان لكل قطعة بهجه خاصة تذكرت كيف كانت أمها ومنذ كانت ياسمين صغيره تشترى لها ولأختها أشياء لجهازهما كانت تفرح كلما
اشترت لها أمها شيئا جديدا وتسعد وهى تضيفه الى ذلك الصندوق الكبير الذى احتوى جهازها والتى كانت تضعه تحت سريرها تذكرت كم حلمت بإستخدام تلك الأشياء عندما تتزوج ويصبح لها بيت خاص بها وزوج محب وهنا اختف الإبتسامه من شفتيها نعم حصلت على البيت لكن أين هو الزوج المحب ! لم ترد لليأس أن يسيطر عليها وينغص عليها عيشها كانت تكره الفشل والاستسلام له عاهدت نفسها أن تبذل قصارى جهدها فى انجاح زواجها وبث الألفة والود داخل جدران هذا البيت شرعت تحضر طعام الفطور فى مرح والابتسامه تعلو شفتيها
تململ عمر فى فراشه فى غرفته بالمستشفى وفتح عينيه وأخذ يدور يعينه فيما حوله ويحاول تذكر ما حدث له نظر بجواره ليجد كرم وهو يغط بالنوم على كرسي مجاور لفراشه انتبه عمر ليده اليسرى والتى كانت موضوعه من الكف لبداية عظمة الكتف فى الجبيره نادى صديقه قائلا 
كرم كرم
استيقظ كرم ونهض ليتفحص صديقه بعينيه قائلا 
عمر حمدالله على السلامه انت كويس
قال عمر وهو حائرا 
أنا فين وايه اللى حصل 
انت مش فاكرة حاډثة امبارح
قال عمر بإندهاش 
حاډثة ايه 
صمت قليلا ثم قال 
اه أنا آخر حاجة فاكرها ان كان فى عربية جايه مخالف ومش فاكر أى حاجه بعد كده
تنهد صديقه قائلا
ايوة كان فى تريلا جت مخالف

وللاسف العربيتين خبطوا فى بعض
قال عمر بسرعة 
و نانسي وأبوها و مدام نادين 
قال كرم فى شئ من الأسى 
نانسي و مدامنادين بخير حصلهم كدمات بس لأن العربيه اتقلب على الجهه اللى كنت انت ووالد ناتسي أعدين فيها
طيب ووالد نانسي حصله حاجه 
البقاء لله يا عمر توفى
هتف عمر قائلا 
لا حول ولا قوة الا بالله لا حول ولا قوة الا بالله
وفجأة انفتح الباب لتدخل كريمة التى انفرجت أساريها لرؤية عمر مستيقظا وأقبلت نحوه فى سرعة وعانقته قائله 
عمر حبيبتى حمدالله على سلامتك يا ابنى حمدالله على سلامتك
وأخذت تبكى بشده طوقها عمر بديه اليمينى وهدءها قائلا 
انا الحمد لله يا أمى بخير زى ما انتى شايفه الحمد لله
وضعت رأسه بين كفيها تملى عينيها برؤيته قائله 
الحمد لله الحمد لله كنت ھموت لو كان جرالك حاجه
قائلا 
بعد الشړ عليكي يا حبيبتى أنا بخير أهو والحمد لله
أقبل والده يحتضنه وبقبل رأسه مرددا 
الحمد لله انك رجعتلنا بالسلامه يا ابنى 
قال عمر لوالده بقلق 
ازى نانسي ومدام نادين دلوقتى 
كنا من شوية فى الدفنه و سبنا كرم معاك هنا عشان لو فوقت
شعر عمر بالأسى الشديد لفقدان نانسي والدها فقال 
لا حول ولا قوة الا بالله أكيد اللى حصل صعب أوى عليهم
هتفت كريمة قائله بعصبيه 
عمر دى آحر مرة تسوق فيها العربية بنفسك عندك سواق مبتخليهوش يسوقها ليه
يا ماما الحاډثة مكنتش غلطتى التريلا هى اللى جايه مخالف
ولو مفيش سواقه عربية تانى
فلم يرد عمر مجادلة والدته التى يعلم جيدا ما تشعر به فى هذه اللحظة فردد قائلا 
حاضر يا أمى 
فى تلك اللحظة سمعوا طرقات على الباب ثم انفتح الباب ليدخل الطبيب كشف على عمر وأخبره بنفس ما أخبر به والده ووالدته يوم أمس شعر عمر بالقلق وقال 
يعني يا دكتور ان شاء الله ايدي هتبقى كويسة مش كده 
ايوة ان شاء الله بس الموضوع محتاج شوية وقت وزى ما قولت لوالدك امبارح منقدرش نحدد الوقت ده الا لما نفك الجبس ونشوف مدى استجابتك للعلاج الطبيعي بس متقلقش الضرر مكنش كبير أوى وان شاء الله فى وقت قصير ايدك ترجع تتحرك طبيعي تانى
قال له عمر بإمتنان 
شكرا يا دكتور
فتح الطبيب باب الحجرة ليغادر فوجد نانسي التى وقفت على باب الغرفة لمحتها كريمة فنادتها قائله 
تعالى يا بنتى
دخلت نانسي الغرفة بعينيها المتورمتين وبعض الكدمات التى تظهر على وجهها رآها عمر فى هذه الحاله فشعر بالأسي عليها نظر والد عمر الى زوجته و كرم نظره ذات معنى فغادر ثلاثتهم الغرفة اقتربت نانسي من فراشه وانسابت العبرات على وجنتيها قائله 
عمر انت عامل ايه دلوقتى
قال بأسى 
الحمد لله المهم انتى عامله ايه البقاء لله يا نانسي
اڼفجرت نانسي باكية وجلست بجواره وألقت بنفسها على صدره وقالت 
بابي ماټ يا عمر مش عارفه هعمل ايه من غيره كان كل حاجه في حياتي مش قادره أتحمل ده أنا تعبانه أوى يا عمر 
ربت عمر على ظهرها قائلا
بأسى 
قدر الله وما شاء فعل ربنا يرحمه ويغفرله 
أبعدها عن صدره ليرى وجهها ومسح بكفه عبراتها وقال 
اهدى يا نانسي وبطلى عياط وادعيله اللى هيفيده دلوقتى هو الدعاء
نظرت له بعتاب قائله 
بابي سابنى وانت كمان هتسبنى يا عمر خلاص معدش ليا حد فى الدنيا دى
انتى ليه بتقولى كده
اڼفجرت فى البكاء مرة أخرى وقالت 
لأن دى الحقيقة انت هتتخلى عنى وتسيبنى 
ألقت نفسها على صدره مرة أخرى وقالت 
أرجوك يا عمر ما
تسبنيش أنا محتجالك أوى أنا مليش غيرك دلوقتى لو سبتنى ھموت نفسي
شعر عمر بمزيد من الأسى قائلا 
نانسي استغفرى ربنا ايه اللي بتقوليه ده 
نظرت اليه قائله بحزم 
بقول اللى هعمله لو انت سبتنى يا عمر لو سبتنى ھموت نفسي
قال عمر بقلق 
طيب ممكن تهدى وتبطلى الكلام اللى بتقوليه ده  
صمت قليلا ثم قال 
وبعدين مين قالك انى هسيبك أنا مش هسيبك متخفيش
نظرت اليه بلهفه وابتسمت وسط دموعها قائله 
بجد يا عمر مش هتسبنى 
نظر لها وابتسم فى حنان قائلا 
أيوة مش هسيبك بس يا خوفى انتى اللى تسيبينى
قالت بسرعة 
مستحيل اسيبك أبدا أنا أموت من غيرك
نظر عمر اليها بشئ من الشك ثم شرح له وضعه ذراعه الصحى كما وصفه الطبيب فقالت 
طيب يعني الدكتور قالك انك هتخف
الله أعلم ده لسه ميقدرش يحدده دلوقتى ده على حسب استجابتى للعلاج الطبيعي وعلى حسب الضرر اللى حصل فى دراعي
أسرعت قائله 
حتى لو مرجعتش ايدك طبيعيه تانى انا مش ممكن اسيبك ابدا
نظر لها عمر نظره طويله يحاول الغوص داخلها ليتبين صدقها ثم
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 79 صفحات