الجمعة 29 نوفمبر 2024

بين الحقيقة والسراب

انت في الصفحة 70 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

الفائزة بالمسابقة تتفضل تطلع تستلم جايزتها
ثم نطقت اسمها وهى تنظر إلي المدعوين
المصممة ريم جميل المالكي .
وضعت يدها على وجهها تمنع دموع عينيها اثر الفرحة احتضنها مالك أمام الجميع
وهو يبارك لها بكل اعتزاز وحب بنجاحها
الف مليون مبروك يا قلبي مش انا قلت لك تستحقيها وبجدارة
اصلا إنتي قعدتي شهرين كاملين تتعبي على الفكرة علشان ما تعمليش حاجة تشبه حد وفي الآخر ربنا قدر تعبك ومضيعهوش
يلا بسرعة علشان تستلمي جايزتك وانا هنا بشجعك بقلبي وبروحي وكل كياني .
شكرته بعينيها بامتنان وصعدت وقامت بالتسليم على لجنة التحكيم الذين هنؤوها ثم استلمت جائزتها وادلت بالشكر للجنة التحكيم والقائمين على المسابقة ووقفت أمام الجميع الذين يصفقون لها بسعادة وهى تمسك الدرع بسعادة عارمة 
ثم عادت إلى مكانها ووجدت الإعلاميين يتهافتون عليها كي يسجلوا لقاء حصريا مع صاحبة أحسن مصممة على مستوى الشرق الأوسط ريم المالكي .
بعد مرور سنة من الآن كانت مريم وضعت جنينها الأول من رحيم منذ شهران والذي يعتبر نسخة مطابقة من والدته فكان جميل سعيدا بحفيده من ولده سعادة غامرة وعلى نفس سعادته كانت فريدة تحمل الصبي على فخذيها وهي
تنظر إليه وتهدهده بحب وكأنه حفيدها الأول فتحدث جميل وهو يطلب من فريدة أن تعطيه الصبي 
ناولينى جميل الصغير لما أه وألعب معاه شويه حبيب جدوا .
جذبته إلي ها وتمنعت أن تعطيه الصبي مردفة برفض 
لااااا أنا لسه مشبعتش منه حبيب تيتا انسى شوية كدة وهديه لك .
انزعج جميل من رفضها وأردف بنبرة حزن مصطنعة وعلامات وجه منزعجة
لاااا كدة مينفعش إنتي كدة ظالمة يافريدة كل لما تشوفيه تفضلي متبتة فيه ومش عايزة تسبيه وكأنه حفيدك لوحدك .
ابتسم كل من رحيم ومريم على مشاغبتهما اليومية وتحدث رحيم وهو يمد يده لوالدته يطلب منها جميل 
وتابع كلماته وهو ينظر في ساعته 
لااااا ده إحنا قدامنا مشوارين مش مشوار واحد .
ناولته فريدة الصبي وهي تردد بانزعاج
بردوا مصممين تروحوا مشاويركم دي أنا مش مرتاحة .
وعلى رأيها تحدث جميل 
وأنا بردوا يابني مش عايزكم تروحوا وخاصة بالولد 
واستطرد حديثه وهو ينظر إلي مريم
ليه يابنتي مصممة تروحي وكمان تاخدي ابنك معاكم
كبرى دماغك وانسى وارمى اللى فات ورا ضهرك هو أصلا ماټ .
بتصميم شديد أردفت 
معلش يا بابا أنا مصممة أروح المشوار ده نفسي بجد أعمل كدة وبعدين متقلقش عليا إحنا هنبقى في الأمان .
وجدوا منهم تصميم شديد فتحدثت فريدة
طيب خالو بالكم من الولد أووي وتروحوا وترجعوا بالسلامة وهكلمكم علطول تردوا علشان هفضل قلقانة عليكم لحد ماترجعوا .
ودعوهم وانطلقوا إلي وجهتهم فتحدث رحيم باستفسار
نروح دار الأيتام الأول ولا المشوار التاني 
نظرت أمامها بشرود وأردفت 
خلينا المشوار التاني الأول وبعدين نختم بالدار علشان يبقى ختامه مسك.
ربت على فخذيها بحنان وتحدث
أنا والله العظيم رايح معاكي علشان خاطرك إنتي ولولا اني مينفعش أبين رفضى قدام بابا وماما كنت منعت إننا نروح 
واستطرد بعيون لامعة بعشقها
لكن أنا وعدتك إنى هفضل معاكي وهسندك وعمرى ماهتخلى عنك في أي موقف مهما كان .
ابتسمت لذاك الزوج البار بها والذي يمتلك قلبا عاشقا لها منذ بداية معرفتها به ورددت بقلب ينفطر ۏجعا
لازم أروح يارحيم علشان أبقى مرتاحة لازم أثبت لها انها خسړت وأنا اللى كسبت ومش شماتة لاسمح الله لاااا ده قلبي وأيامى اللى اتدمروا بسببها أيام وشهور لازم أحسسها إنها جريت ورا سراب وأنا دلوقتي اللى بقيت حقيقة.
وظلا يتحدثان إلي أن وصلا بعد مدة إلي سجن القناطر دلفا إلي الداخل تحمل ولدها بين ها وهى في قمة شياكتها حيث كانت ترتدي فستانا باللون الأحمر ويزينه حجابا باللون الأبيض وترتدي نظارة شمسية فحقا كانت أنيقة وملفتة للأنظار وبجوارها رحيم زوجها بحلته الأنيقة فحقا كأنه نجم سينمائي فكانت تليق الأناقة به وواضعا يده بتملك على كتف زوجته وصلا إلي مكان تلك المى في حجرة الزيارات ووجدوها تجلس وفي يدها سچارها تنفس دخانها بشراهة وشكلها المشعث واضحا للأعين 
وصلوا أمامها وألقوا عليها السلام وللعجب لم تعرف مريم فتحدثت باستغراب
مين انتي ياهانم 
أعطت مريم ابنها لرحيم ثم خلعت نظارتها وأردفت بنبرة شامخة 
أكيد عرفتينى دلوقتي ولا أعرفك بنفسى أنا الدكتورة مريم
عماد وده جوزى الدكتور رحيم المالكي وده ابننا جميل ثمرة الحب الحلال ها افتكرتينى .
شهقت پصدمة وهي تنظر لها بانبهار ورددت بغل 
والله أهلا وسهلا تصدقي لايق عليكى النضافة ياتربية الملاجئ .
لم تقدر على أن تثير مشاعر الڠضب داخلها ولا أن تعكر صفو مزاجها وأردفت بقامة مرفوعة
فعلا تربية ملاجئ وأفتخر وبصراحة ليا حق أفتخر بنفسي وأبص لفوق أوووي لأنى بقيت زي مانتي انبهرتى كدة أول ماشفتينى حاجة راقية محترمة واتجوزت جوازة راقية تليق بيا 
واسترسلت دفاعها عن مشوار عمر عانت فيه كثيرا
أنا جاية النهاردة أثبت لك انك وانتي في عز قوتك مقدرتيش تدخلينى طريق السراب
والضياع وأنا كنت في عز ضعفى ومستسلمتش ليكى وسلمت أمري لربنا ولو كنتى حطيتى السکينة على رقبتى أو حتى عملتى فيا إيه باللذي عمرى ماكنت هبقى زيك أبدا والأدوار اتبدلت وبقيت أنا فى عز القوة وإنتي في عز الضعف وياريتك توبتى .
نفثت الأخرى دخان سيجارتها في وجهها لكى تشعرها أنها لاتبالى والحق يقال أن داخلها يغلى وتحدثت بدم بارد تعودت عليه
مين قال كدة ياحلوة دول كلهم كذا سنة وهخرج أتمتع بالملايين اللى معايا وهبقى زيي زيك بالظبط مفيش فرق الفلوس بتلمع أي حد ومبيفرقش في مجتمعنا ده كل الهبل اللى انتى جاية تغظينى بيه من الأخر الدنيا ماشية معاك قرش تساوى قرش .
ضحكت مريم على هرائها وهتفت باستفزار لها كى تفيق 
بصي حواليكى حبيبتي وإنتي هتعرفي وانتى خارجة من هنا هيتكتب في سجلك خريجة سجون .
تحدث رحيم الي مريم 
بقول لك ايه ياحبيبي مش كفاية ضيعتى من وقتك الثمين مع دي يالا الندوة خلاص اتنظمت وابتدت ومستنينا وكمان المكان هنا مش لطيف وريحته مش حلوة هيزعج جميل .
ابتسمت إليه وهتفت بموافقة
تمام ياحبيبي عندك حق يلا نمشي 
ثم ضړبت بيدها على جبينها كعلامة للتذكر 
أه صحيح نسيت أقول لك ياميوشة اني عندي دلوقتي رصيد في البنك وفلوس كتييير أووووي بشغلي الحلال وبمجهودي يعنى من ناحية المادة والفلوس اللى بتتكلمى بيها أنا بقيت غنية بس وأنا نضيفة باااااااااى .
أنهت كلماتها وانطلقت من أمامها وهي ترتدي نظارتها وتتأبط ذراع زوجها برأس مرفوعة وخرجت من ذاك المكان وهي الآن في قمة راحتها النفسية فكم حلمت كثيرا بتلك المقابلة كد تردم چرح قديم مازال داميا في قلبها والآن قد شفي 
وهي تحادث حالها 
أنا تلك المريم التى سافرت رحلة آلامى حتى استقر أمانى 
أنا تلك الطفولة التى لم أحترف معانيها فهما ولم أحيا كلماتها طيلة زمانى 
أنا تلك السنين التى قاومت كى تصل إلى منتهى نجاحها بكل كفاح وعزم كعزم الجبال
وها أنا ذا بفضل ربي وصلت إليه وشعرت براحة داخل أوطانى .
خاطرة مريم عماد 
بقلمي فاطيما يوسف
وصلوا إلي دار الأيتام وبنفس دلوفهم وبنفس الشموخ تدللوا بخطواتهم الي الدار ولكن بمنتهى التواضع ودلفت وهى تنظر إلى كل ركن في الدار بقلب يدق اشتياقا فهى لم تخذل يوما من أنها تربية ذالك الملجأ كانت تنظر إلي المكان الذي أواها عمرا بأكمله بكل فخر واعتزاز 
بعد أن سلمت علي كل أخواتها في الملجأ باشتياق جارف جلست تستمع إلي مديرة الملجأ في تلك الندوة المقامة 
والأن جاء دورها فى الصعود كى تلقي كلمتها نظر إليها رحيم بتشجيع وصعدت أمسكت مكبر الصوت وتحدثت بعفوية
أنا مريم عماد كتير منكم يعرفنى وكتييير ميعرفونيش لكن هحكي لكم حكايتى باختصار أنا اتربيت هنا زيكم من وأنا طفلة صغيرة وبفتخر إني اتربيت هنا اتعرضت لمواقف كانت ممكن تدمرنى لكن قاومت وعافرت واتحديت الظروف وكنت أقوى منها وعمرى ماسمحت لها تهزمنى رغم صعوبتها ورغم إنها كانت بالنسبة لي مۏت بالحياة أنا جاية النهاردة أقول لكم انتو احسن من ناس كتيير ولازم تشوفوا الحلو اللى حواليكم ومتيأسوش من رحمة ربنا وتأكدوا دايما إن الاعتماد على ربنا سبحانه وتعالى هو اللى هيوصلكم لطريق النجاح اللى وصلنى ليه أنا من مريم عماد مجرد بنت عادية فقيرة تربية الملجأ للدكتورة مريم واللى بردوا بقت زوجة وأم لطفل وبفضل الله عايشة مستقرة فماتيأسوش وتأكدوا إن رب الناس رب قلوب .
صفق الجميع كلماتها الرائعة حينما رأوا أثر الدموع في عينيها ثم طلبت منها المديرة وبعض زميلاتها
غنى يامريم غنى يامريم صوتك وحشنا.
نظر رحيم حوله وجد جميع الموجودين نساء فأشار إليها أن توافق ابتسمت بامتنان له فهى تود أن تغنى ثم اشتغلت الموسيقى وقررت أن تغني
هنعيش ونشوف معاناة وظروف 
والفرحة حترجع من تاني والدنيا هتبقى مصالحاني حالنا بيتغير في ثواني وفي غمضة عين
في سباق ماشيين وفراق وحنين
الشدة تملي تقوينا
وتبين مين قلبه علينا
على حس الأمل اللي مالينا
عايشين راضيين
ده ياما حكايات
أولها ناس بتنسى
وآخرها حب لقيناه
عوضنا ع اللي عشناه
وياما حكايات
خلت حياتنا أحلى
والصعب ياما عدى
وتعبنا كله نسيناه
في طريق مقفول أول ما نقول
يا رب بتفرج في دقيقة
وتروح الأوجاع والضيقة
لو سألوا مجرب دي حقيقة
مين عاش مهموم
حتروق
حتروق والناس حتدوق
طعم الأيام وأحلى ليالي
وسعادة ما خطرتش في بالي
يوم في النازل يوم في العالي
ولا شيئ بيدوم
ده ياما حكايات
أولها ناس بتنسى
وآخرها حب لقيناه
عوضنا ع اللي عشناه
وياما حكايات حكايات
خلت حياتنا أحلى
والصعب ياما عدى
وتعبنا كله نسيناه
إحساس جواك تلاقيه قواك
وتقوم على رجلك من تاني
وتقولها لنفسك ده زماني
ده أنا ياما إيماني ده قواني
وبقيت في ذهول
أيام ورهان على مين
كسبان
والشاطر هو اللي يعافر
ما يقولش تعبت ومش قادر
أصل اللي بيصبر للآخر
على طول بينول
ده ياما حكايات
أولها ناس بتنسى
وآخرها حب لقيناه
عوضنا ع اللي عشناه
وياما حكايات
خلت حياتنا أحلى
والصعب ياما عدى
وتعبنا كله نسيناه
أنهت كلمات الأغنية ونزلت بكل تواضع وسلمت
عليهم جميعا وأعطتهم هداياهم التى مكثت تجهز فيهم أسبوعان بأكملهم وجلست معهم عدة ساعات ثم غادرت الدار وهى تنظر إليها بوحشة فذاك المكان هو طفولتها وشبابها وعمرها .
ومرت الأيام وفي إحدى لياليهم قامت ريم بعزيمة والدها ووالدتها وأخواتها بأولادهم أما عبير رفضت بذوق نظرا لتطور مرض هيام الشديد وبعد مجيئهم وتناولهم وجبة العشاء قامت ريم وتحدثت بعيون سعيدة
أتنشن بليز كله ينتبه معايا عندي مفاجأة حلوة جدا ليكم ولذلك عزمتكم النهاردة 
انتبهوا جميعا إليها ثم ساقتها قدماها إلي ذاك المالك لروحها وقلبها فحقا كان زوجا بارعا وعوض الأيام جذبته من يداه 
ووضعتها على بطنها وهى تنظر داخل عيناه قائلة 
مبروووك هتبقى أحلى بابى في الدنيا بحالها.
اتسعت عيناه باندهاش ولسانه غير قادر علي النطق من أثر مفاجأتها الغير متوقعة فهو متزوجها منذ أكثر من سنة ونصف وكان قد فقد الأمل لكن الآن هى فجرت ذاك الخبر لاحظت ذهوله وأنه لم يصدق فتابعت وهى تشير برأسها بعين
69  70  71 

انت في الصفحة 70 من 71 صفحات