بين الحقيقة والسراب
منها وردد بوله
الله اسم رحيم من بين شفايفك وحشني أوي يامريم.
اهتزت من طريقته ونظراته واعتراها الخجل الشديد ثم تحمحمت ونطقت بتوتر
وقف قلبك يارحيم علشان ۏجع البعاد ميبقاش مر .
علي نفس نظرته المشتاقة وبنفس طريقته المسحورة بها أكمل
قلب رحيم وروحه وعمره وكله بيقول لك مفيش فراق ومفيش بعاد ومسيرك هتستقري هنا .
أنهي كلامه بغمزة من عيناه ويداه استقرت نحو قلبه مما جعل وجهها يكسوه الحمرة من الخجل الشديد ولم تقدر أن تتفوه ببنت شفة
وحشتني شفايفك وهي بتنطق بحبك يارحيم .
أحست بأنهم علي وشك الإقتراب من الخطړ بسبب وحشتهم لبعض فابتعدت عنه قليلا ورددت
علي فكرة إللي إنت بتقوله ده حرام وقربك مني حرام ووقوفنا هنا لوحدنا حرام وكل كلمة قلتها لي ونظرة بصتهالي مش من حقي ولا حقك اهدي بقي من فضلك.
خرج من حالة الوله التي اعترته جراء قربها بسبب كلماتها ونطق بقلة حيلة
أي حاجة بسببك .
تنهدت بضيق وأردفت بإبانة
هو أنا السبب ظروفي وظروفك مينفعوش مع بعض وبحكم الجميع
وتابعت بشرود وتيهة
أنا لو عليا أعيش معاك في أوضة في الحلال ويجمعنا ببعض الحب الهادي الجميل لكن وأه من كلمة لكن .
بعينين حادتين هتف بتصميم
مفيش حاجة غير اني مش هبعد ولا هستسلم بس عايز منك وعد بالصبر ياعمري .
أخذت نفسا عميقا ووعدته
أوعدك إن قلبي هيفضل ملكك وإن مهما طال العمر مفيش غيرك وهستناك .
قالت كلماتها وتركته وهي تهرول من أمامه مسرعة ودقات قلبه تدق پعنف شديد
أما هو ابتسم وهدئ من مجرد لحظات في قربها وميثاق من لسانها
اللهم اكتبها لي واجعلها من نصيبي
اللهم إني عبدك جاء اليك متوسلا راجيا كرمك أن تجمعنا في الحلال الذي لانرضي سواه
أنهي دعاؤه وجلس علي الكرسي الموضوع سائحا في الملكوت وهائما في عشق المريم
وتردد في أذنيه مقولة قد قرأها لمحمود درويش
لا أنت بعيد فأنتظرك ولا أنت قريب فألقاك.
انت في منتصف كل شئ.
وفجأة سمع صوت رقيق خلفه يردد
ياه ده إنت عاشق ودايب وهيمان يارحيم .
نظر خلفه وابتسم مجيبا
القلب له أحكام وحكمه عليا قاسې أووي وهو الحرمان.
جلست بجانبه وأشادت بنصح
ربك قلبه كبير وصدق الحكمة
فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظن أنها لاتفرج
رفع حاجبيه باندهاش وتسائل
هو ازاي أعرف إنه حب ولا تعلق
ابتسمت ومسحت علي كف يديه بحب وتحدثت
هسألك شوية أسئلة وبعد ماتجاوب هتكتشف بنفسك تمام
أشار برأسه مرددا
ماشي اسألي وأنا كلي أذان صاغية.
تحمحمت وبدأت بالسؤال الأول
قبل ماتشوفها وعينك تيجي في عيونها لأول مرة كان ساعتها إحساسك هو نفسه إحساسك لما عيونك شافت غيرها صدفة
أجابها بنفي
عمري ماكنت بركز لو عيني
جت في
عين حد صدفة أما معاها من أول نظرة اتخطفت وبقيت أسير عيونها .
حركت رأسها بابتسامه وتابعت استفساراتها قائلة
طيب إيه إحساسك لو شفت دموعها
إيه شعورك لو حسيت إنها في لحظة ممكن متكونش ليك وتبقي ... كادت أن تكمل تساؤلها إلا أنه وضع إبهامه على فمها مانعا إياها أن تكمل هاتفا بتصميم
لاا متكمليش أهون عليا أدخل قبري ولا أنها تكون لغيري حرام عليكي.
حزنت لأجله ونطقت بتأكيد
إنت مش بتحبها يارحيم إنت عديت مراحل الحب بكتيير وبجد ربنا يعينك علي ندبات الزمن لحد ما توصل لحبك .
سألها بتيهة
تفتكري هقدر علي ماما أنا مش عايز ڠضبها ولا زعلها .
ربتت علي ظهره وطمأنته
متقلقش ياحبيبي كلنا معاك وهنقف جمبك وهنساندك في موقفك وهنحاول نقنعها .
ابتسم براحة وردد بامتنان
متتصوريش كلامك معايا ريحني قد إيه وطمني شوية من بركان القلق إللي مش بينيمني الليل ياريم .
اعتدلت من جلستها وقالت بمحبة
ربنا يخلينا لبعض ياحبيبي ونعيش أحسن أخوات ودايما قلب واحد ودايما سند لبعض .
في منزل راندا حيث تمكث سما ابنتها في غرفتها ممسكة هاتفها وتتحدث الفيديو كول مع صديقتها وهي تسألها
يعني يارودي أعمل كدة وهتشيرني ولا هتعب علي الفاضي وخلاص
شجعتها. زميلتها قائلة بتأكيد
of course dont worry
هخلي the followers عندي كلهم يتابعوكي ومتقلقيش ظبطي إنتي المحتوي بس واظبطي نفسك علي الأخر وخلي تقنية الفيديو عالية والأيفون إللي معاكي إمكانتياته عالية جدا استغليها صح .
كانت مترددة مما ستخطوا عليه فقالت لزميلتها بتراجع
بصي فكك من الحوار ده أنا مش هعرف أعمله وأنا أصلا بتكسف من خيالي .
اندهشت صديقتها وردت باعتراض
يعني أنا بقالي أسبوع سايبة متابعيني واتفرغت لك علشان عمالة تزني زي النحلة ورايا ورايا علشان أعلمك وفي الاخر تقولي لي فكك !
Oh my God its a joke .
مطت فمها يها كالأطفال وأردفت بعيون حائرة
خاېفة يارودي الله ! أول مرة أعمل كدة وكمان خاېفة من ماما ومش عارفه هتوافق ولا لا.
استدعت الهدوء وأكملت بتحفيز
يابيبي عيب عليكي إنتي في الأمان
وبعدين هو إنتي بتعملي حاجة غلط ده إنتي بتسلي وقتك وكمان هتكسبي A lot of dollars وهتبقي مشهورة جدا
وساعتها بالتأكيد مامتك هتفتخر بيكي جدا.
وظلت تحادثها عن مميزات تلك الفيديوهات وأكلت عقلها بالكامل وأغلقت الهاتف معها
وأمسكت هاتفها وبدأت في صنع الفيديو كما علمتها تلك الفتاة
ونفذت الخطوات بحرفية وبعد تقريبا ساعتين جلست تشاهد الفيديو بانبهار فهي حقا صنعته بمهارة تجذب الإنتباه إليها
ثم أرسلته إلي تلك الفتاة وهي تكتب تحته
ها
ايه رأيك بقالي ساعتين بعمل فيه ومشيت علي الخطوات بالظبط
استلمت رسالتها علي عجاله وشاهدت محتواها وحقا انبهرت من صنع يداي تلك السما وبعثت لها بانبهار
What a beauty its so amazing?
بجد بهرتيني ياسمكة .
ابتسمت سما علي انبهارها وسألتها
علشان تعرفي بس إني بفهم بسرعه
قولي لي بقي أنشر بنفس الطريقة إللي علمتها لي
أجابتها مسرعة
يالا علطول وأنا مستنياكي وهظبط لك الرؤيا وهعمل لك sharing عندي .
ضغطت على زر النشر علي موقع التيك توك وريلز وباقي المواقع التي أملتها عليها وأعطتها اللينكات الخاصة بها
وعلي الفور قامت الأخري بالشير فهي تمتلك نصف مليون متابع
وعلي الصعيد الأخر وبالتحديد في أحد الملاهي الليلية يجلس مهاب وبيده ملفوفا من السېجار المحشو وأمامه اثنان من أصدقائه يعلمونه كيف يتناوله
وبالفعل بدأ بتناوله وسحبه إلي صدره وما إن وصل إلي مجري تنفسه حتي سعل بشدة وجحظت عيناه من شدة السعال
وبعد أن هدأ نظر إليهم قائلا برفض وهو يناولهم الملفوف
لا يا عم البتاع ده صنفه عالي أووي وأنا مش حمله مالها السېجارة العادية ده انا لحد دلوقتي بشرق منها.
أجابه واحدا منهم وهو يسحبها داخل أنفاسه بتلذذ ويخرجها مرة أخري
ده إنت كدة بقي مش بتفهم!
ده المزاج العالي يابني وصنف فاخر من الأخر
وتحدث الأخر وهو يحتسي من الشيشة مرددا بتوهان
بقولك ايه سيبك من الواد ده وتعالي اشرب معايا حجرين علي الجوزة
حاجة كدة يامعلم أخر رواق وهتعمل لك أحلي اصطباحة تنسيك مرار أبوك وأمك.
انزعج بشدة وبهتت ملامحه فور أن ذكره بوالديه والمرار الذي يحياه بينهما مرددا وهو يخطتف الملفوف ويتجرعه بغشم
وليه ياعم تفكرني بالسيرة الغم
دي وتضيع الاصطباحة الجاحدة دي !
تصدق إنت مش كويس خالص ياعمهم .
تحدث الأخر نادما
تصدق عندك حق ماهو كدة يعملوها الكبار ويقعوا فيها الصغار
اشرب ياصديقي علشان تنسي .
كانت راندا تتحدث مع والدتها في الهاتف قائلة باستنكار
مريم مين دي إللي ابنك بيحبها وعايز يخطبها ويجيب لنا العاړ !
ابنك شكله اټجنن ياماما عقليه واقفي قصاده وارفضي بكل قوتك إحنا مش ناقصين بلاوي.
تنهدت فريدة بحزن
عميق وأردفت بقلة حيلة
هو أنا قادرة عليه ولا هو ولا باباكي إللي بيشجعه وواقف في ضهره ومقويه عليا وأنا هنا باكل في نفسي من الحسړة .
رفعت حاجبيها باستنكار ورددت بملامح حاده
بقولك إيه ياماما كفايه علي البنت دي كدة واتكلمي معاها بهدوء وقولي لها تمشي هي خلاص مش خلصوا من الموال بتاعها إللي ابنك بلانا بيه ده .
ضړبت فريدة علي صدرها وأردفت باستنكار
يانهار ملهوش معالم ايه الكلام إللي إنتي بتقوليه ده !
ده أنا لو عملتها أبوكي يطلقني فيها
وتابعت بتهكم
متتصوريش مانعني عنها حتي بالنظرة وإنتي عارفه باباكي اتقي شړ الحليم إذا ڠضب .
لوت فمها بامتعاض وقالت
معلش بقي اتحمليها شويه كمان قدرك ونصيبك بس افضلي زني علي ودان رحيم إنتي عارفة الزن أمر من السحر .
تنهدت فريدة بضيق وهتفت باستفسار
أمال سما ومهاب فين مش سامعة لهم حس
أجابتها
سما بتذاكر في أوضتها من بدري وقافلة علي نفسها ومهاب بيذاكر مع واحد صاحبه.
تحدثت إليها فريدة باستنكار
ايه ده ! الساعه داخلة علي ١١ من امته بتسيبي مهاب برة الوقت ده كله
نظرت في الساعة المعلقة على الحائط ونطقت بهدوء
عادي ياماما مش متأخر بردو وبعدين مهاب كبر ومبقاش صغير إني أخاف عليه وأقفل عليه عايزة أدي له مساحة من الحرية شوية.
اندهشت والدتها من حديثها ورددت باستنكار
ازاي الكلام ده لازم تعرفي ان ابنك دخل مرحلة الشباب ولازم تخلي بالك منه
وأكملت بتحذير
انت كنتي محوطاه ومخليه بالك منه على الاخر لازم ترجعي تتعاملي معاهم زي ما كنت قبل كده وتخرجي من اللي انت فيه ده بقى وتفوقي قبل ولادك ما يضيعوا منك .
لوت فمها بلا مبالاه وهي تلوح بكتفيها
انا مربيه ولادي كويس ما تاخديش في بالك يا ماما هما عمرهم ما يعملوا حاجه غلط
وتابعت وهي تسألها عن ريم
ايه الاخبار ريم هتعمل ايه في قضيتها شكل المحامي اللي هم جايبينه ابن جنيه وحماتها طلعت ست مفتريه ملقوش الا ريم الغلبانه ويعملوا فيها كده .
تنهدت فريده بحزن وأردفت بتمني
والله المحامي دي بابا جايبه من اكبر المحامين في اسكندريه انتي عارفه بابا له اصدقاء كتير ومعارف
ان شاء الله هو بيطمننا ان من حقها الولايه .
هزت راسها وتحدثت بسخط
بس حماتها الهي ينخفي اسمها وصورتها كاتبه في المحضر بتشكك في أخلاقها وافترت عليها بالجامد قوي .
احتدت عينيها پغضب واجابتها
ربنا سبحانه وتعالى هيرد كده في نحرها وباذن الله هيبرأ بنتي من التهم البشعه اللي مسجلاها عليها وحسبي الله ونعم الوكيل فيها وفي ابنها .
وظلا يتحدثان في عده اشياء تخص الجميع .
استيقظ مالك من نومه بعد ليله عصيبه قضاها وهو يحاسب نفسه حسابا
عسيرا على تسرعه في الزواج من تلك الجوليا ولم يسمع نصيحه والدته ورماها عرض الحائط
تململت في تختها تمد يدها تبحث عنه وما ان وصلت يداها ناحيه صدره ابتعد كمن لدغه عقرب
اندهشت من حركته وقالت
ليه ياحبيبي كده معاملتك متغيره معايا من امبارح وسبتني وخرجت من غير ما تعرفني أنا عملت إيه وقعدت مستنياك كتييير ورجعت متأخر
واسترسلت بنبرة اعتراضية حزينة
معقول في واحد يسيب مراته يوم صباحيتها زي مابتقولو كدة في مصر
رأي انه لا مفر من الهروب ولابد من المواجهه بما يؤرق صدره