وصمة ۏجع
فدلوقتي لو ما اكلتيش هاكلك انا
نظرت للطعام ثم نظرت له نظرة تخبره عدم ارتياحها للطعام فنظر هو الآخر للطعام ثم أمسك الملعقة وتذوق القليل منه فامتعض وجه وقال لها أنتي فعلا عندك حق متاكليش إيه الارف اللي أنا عامله ده
ثم حمل الصينية مرة أخرى ووضعها كما كانت وعاد يجلس بجوارها وقال تعرفي ان من يوم اللي حصل انا مأكلتش عايش على القهوة والشاي والسجاير تيجي نطلب اكل وناكل سوي بدل الاكل اللي يعمل تلبك معوي ده
بعد قليل عاد لها يقول إيه رأيك تقومي تقعدي معايا في الصالة نشغل فيلم لحد ما الأكل يوصل
أبدت قبولها وهمت للنهوض فاقترب منها ومد يده لها وقال متسنديش على إيدك لحد ما تطيب تعالي انا هسندك
استندت عليه حتى خرجت معه لتجلس في الصالة أمام التلفاز وبينما هو منشغل يبحث عن قناة للمشاهدة قالت له بس انت كده معطل نفسك جمبي وأكيد شغلك محتاجلك
لله الأيام دي المطعم شغال والأرباح كل يوم في زيادة لدرجة إني خلاص سديت كل ديوني وبفكر افتح فرح تاني مع علي
ابتسمت له وقالت بسعادة ربنا يوسعها عليك انت تستاهل كل خير
الټفت لها بعيون مبتسمة وقال خفي بقى بسرعة عشان انزل شغلي
ردت عليه بهدوء قولتلك انا كويسة انزل شغلك وكمان انت اللي صممت أرجع معاك رغم إني طلبت منك الط
قائلا بهدوء أنتي ملكيش بيت غير هنا يا سدرة زي ما انا كمان مليش مكان غير هنا ميغركيش البيت والعيلة إحنا كل واحد فينا كبر لوحده وبقي له حياته
معرفش لولا ياسمين أختي اللي كانت دايما جمبنا وبتدعمنا كنا طلعنا إيه عشان كده إحنا نفضل مع بعض لحد ما نشوف الدنيا هتعمل فينا إيه وكمان انا مش هنزل غير اما تبقى كويسة فمتتعبيش نفسك أنتي
قاطعها يقول بتفهم إحنا مفيش بينا شكر وبلاش نتكلم في اللي فات حاولي متفتحيش الموضوع ده تاني وأنا هحاول أنسى
نظرت له بحزن مصحوب بالندم ثم امتلأت عينيها بالدموع ولكنها سيطرت عليها ألا تسقط وهو لاحظ ذلك فأراد أن يحسن مزاجها فقال لها بحماس نسيت أبارك لك على خطوبة سدن
شعر بالقلق فسألها اوعي تكوني عرفتيها حاجة عن اللي حصل
هزت رأسها بالنفي وقالت لا معرفتهاش حاجة قولتلها اني مش عايزة احضر عشان متحصلش مشكلة زي المرة اللي فاتت وهحاول اكون معاها يوم الخطوبة وكتب الكتاب
نظرت أمامها وقالت بحزن بفكر مروحش
سألها ومتبقيش جمبها
ردت وهي مازالت تنظر أمامها والحزن يملأ عينيها خليها تفرح وجودي في اي مكان بيسحب
الراحة والسعادة منه وأنا مش عايزة وجودي يأثر على فرحتها
ردت عليه بخفوت متشكرة يا آسر مبقتش عارفة أقولك إيه ولا إيه
ترك ما في يده واقترب منها يجلس بجوارها وقال بحب متقوليش حاجة أنا عايزك بس تفوقي كده وتفرفشي وتفكك من الزعل والإكتئاب ده أنا
بس يكفيني إنك لسه عايشة معايا في الدنيا ومش عايز غير كده وياستي اتعبيني زي ما تحبي ولا يهمك
أحست براحة من كلامه فرفعت عينها له وسألته يعني انا بجد وجودي يفرق معاك يا آسر
ابتسم لها وقال طبعا يفرق معايا وأنا قولتلك إني كفاية عليا وجودك جمبي أنا وأنتي نشبه بعض كتير وصدقيني أنا محتاجك معايا زي ما أنتي محتاجاني عشان كده قومي واقوي عشاني ومتفكريش في اللي فات ولا في اللي جاي اللي فات هندفنه واللي جاي سيبيه يجي براحته
تشبثت به وبكت بشدة وقالت من بين دموعها إنت إزاي كده
جذب يدها المصاپة ا بحنان وقال بهدوء أنا مش ملاك أنا كمان يا ما غلطت عشان كده هنبدأ من جديد طالبين من ربنا التوبة والمغفرة وبطلي عياط بقى وقومي بوظتي التي شيرت
ابتسمت من بين دموعها ونهضت فنظر لها بإبتسامة وإعجاب وقال أول مرة أشوف حد بيحبو كده إما يعيط
ابتسمت بخجل ومسحت دموعها ثم قالت الأكل هيبرد وأنت جعان
رد عليها بحماس آه والله جعان عايزك أنتي كمان تأكلي كده وتتغذي عشان تقدري تقفي على رجلك عشان مش هفضل ادلع كده كتير
ابتسمت له وردت بحب وأنا عايزة ادلع كده كتير
نظر لها بحب وابتسم لها ورد عليها قولتلك كفاية انك موجودة معايا في الدنيا ونفسك حواليا ده كفيل إني أفضل أدلعك طول
العمر
بجد يا سدن ألف مبروك يا حبيبتي فرحتيني
قالتها غصون بسعادة وهي تتحدث في الهاتف واقفة في أمام المطبخ كالفراشة ترفع شعرها الناعم في عقدة دائرية وترتدي بنطالا من الجينز الأزرق وعليه بلوزة قصيرة باللون الأحمر بينما هو ينزل السلم الداخلي للمنزل ينظر لها بإعجاب فقد أصبحت أكثر حيوية ونشاطا من قبل مما عكس ذلك على جو المنزل التي أصبح أكثر إشراقة من قبل
أكيد طبعا هكون موجودة معاكي ربنا يسعدك ياحبيبتي مع
ألف سلامة
قبل أن تلتفت جاءها صوته من خلفها الظاهر فيه أخبار حلوة
التفتت له بإبتسامة وقالت أيوة فيه سدن اتقرا فاتحتها النهاردة والخطوبة وكتب الكتاب آخر الأسبوع
هز رأسه برضا وقال ألف مبروك تستاهل كل خير
ثم جلس على الأريكة أمام التلفاز وأضاءه فاقتربت
منه تسأله منمتش ليه حاجة قلقاك
لم ينظر لها وظل يقلب في القنوات ولكنه رد عليها بإقتضاب شوية قلق اتعودت عليهم الولاد ناموا
ردت عليه بهدوء أيوة ناموا بقالهم أكتر م الساعة أعملك حاجة تشربها
رد عليها بهدوء ياريت
ابتسمت بسعادة وذهبت إلى المطبخ ولم يمر سوى دقائق وعادت حاملة صينية عليها كوبا من عصير البرتقال وبجانبه طبقا صغيرا به قطعة من كعك الشيكولاتة وضعتها أمامه فنظر بتعجب لما أحضرته وقال إيه ده يا غصون أنا اللي طالب حاجة اشربها مش يزيد
وقفت أمامه ورفعت حاجبها وقالت بثقة ده برتقال فريش وكيك بالشيكولاته المفروض يعني أجيبلك قهوة وشاي دلوقتي قبل ما تنام متعرفش تنام
رد عليها بنفس طريقتها وقال بس انا فعلا كنت عايز قهوة
نظرت لجواره وقالت طب ممكن أقعد الأول وبعدين نتكلم ولا عايز تقعد لوحدك
هز رأسه وقال اقعدي
جلست بجواره وقالت له بتفهم أنت دكتور وعارف أن غلط شرب الشاي والقهوة بالليل واحمد ربنا لان كنت هجيبلك لبن بس أتراجعت عشان عارفة انك مش بتحبه
انحنى وأخذ العصير وشرب منه القليل ثم قال ع العموم شكرا ياغصون والحمد لله إنها جت في البرتقال أحسن من اللبن
ابتسمت وقالت العفو كل بقى من الكيك هيعجبك أوي
نظر لها بإستسلام ثم تناول قطعة من الكيك وقال تسلم إيدك ياغصون
ردت عليه بحب تسلم من كل شړ
ثم نظر للتلفاز يشاهد إحدى القنوات الإخبارية وساد الصمت بينهما لدقائق بينما هي ظلت تتأمله
الټفت لها وجدها تنظر له بإبتهاج وشاردة فناداها غصون
انتبهت لندائه وشعرت بالحرج فأحمر وجهها وأخفضت بصرها فسألها كنتي سرحانة ف إيه
رفعت بصرها لوجهه مرة أخرى وقالت لا أبدا مفيش حاجة
فقال لها طب اطلعي ارتاحي وأنا أما أحتاج أنام هطلع
هزت رأسها بالنفي وقالت أنا كمان مش عايزة أنام لو مش مضايق هفضل معاك
رد عليها لا أبدا مش متضايق
ابتسمت له وظلت تجلس بجواره ولم تعلم كم مر عليها من الوقت حتى غلبها النوم وهي هكذا
هو الآخر الټفت وجدها نائمة كالأطفال تضع يدها تحت خدها وتميل على
ذراع على الأريكة فابتسم على هيئتها ثم ذهبت ابتسامته في شروده في ملامحها الجميلة والبريئة جمالها الذي يزداد
في عينيه يوما عن يوم عيناها السوداء التي تحجب جمالهما الآن جفونها ورموشها الطويلة وأنفها الصغيرة التي تبدو كأنف طفلة في السابعة من عمرها وشفتاها الجميلتان التي طلتهما باللون الأحمر الهادىء مما جعلهما مثيرتان بشكل مخيف أما شعرها الأسود الذي وقع القليل منه على جبينها كان له معه حكاية أخرى منذ أن حررته من الحجاب داخل المنزل
تغزوه الآن مشاعر مختلفة لها مشاعر لم تكن أبدا جديدة عليه ولكنها جديدة تجاه غصون ابتلع ريقه يطرد تلك الأفكار من رأسه لعله بذلك يستطيع أن يسيطر على تلك المشاعر اشاح بوجهه عنها وأغمض عينيه لدقيقة ولكنه حين أغمض لم يجد سواها في مخيلته فالټفت لها مرة أخرى ومازال لم يسيطر على تلك المشاعر الجارفة التي تملكت منه فأراد أن ينهي ذلك
فاقترب منها وناداها غصون غصون
فتحت عينيها بثقل فإبتلع ريقه بتوتر وقال قومي يا غصون نامي فوق
وقفت بتثاقل تستند على الأريكة في تلك اللحظة انحلت عقدة
شعرها وهذا ما كان ينقصه الآن
ثم صعدت السلم أمامه بتثاقل وعيون شبه ناعسة وأمسك يدها وقال هاتي إيدك
صعد بها حتى غرفتها ووقف أمام الغرفة ينظر لها بتردد لا هو قادر على الإقتراب منها ولا هو حاليا يريد الإبتعاد عنها
هي الأخرى لم تترك يده حتى وصل بها إلى الغرفة ظلت تنظر إليه لترى ما تحمله عيناه ينظر لها نظرة جديدة عليها ولكنها نظرة أسعدتها شعرت منها بقبول تجاهها
انتظرت منه أن يتحدث ولكن دون
جدوى فقالت هي تصبح على خير
ابتلع ريقه بحرج وقال وأنتي من أهل الخير
ثم سحبت يدها منه بهدوء ودخلت غرفتها بينما هو ذهب إلى غرفته
ظل يتقلب على فراشه كثيرا وقد جافاه النوم فمازالت تطارده في مخيلته بملامحها الجميلة لم يستطع طردها من عقله
جوارها تنظر فيه فوجدت أن الفجر قد أوشك على الآذان فقالت لنفسها الوقت اتأخر أوي أما أقوم اتوضي وأصلي ركعتين واستني الفجر وبعدين انام
وبالفعل نهضت واتجهت ناحية الحمام حتى تتوضأ وقبل أن تخطو اصطدمت بخروجه من الحمام فشهقت من المفاجأة وكانت على وشك الوقوع فمسك يدها
علت أنفاسها وتسارعت دقات قلبها حتى أنها تجزم أنه يسمعها ويشعر بها
أنا أنا مكنتش أعرف إنك صاحي ع عشان كده خرجت من أوضتي كده
رد عليها بصوت هاديء وقال أنا جوزك يا غصون
نظراته أربكتها فهي تعلم جيدا فحوى تلك النظرات وعلم الرغم من أنها تمنت كثيرا أن يراها كأنثي ولكنها الآن تشعر بالخۏف
هو أيضا شعر برهبتها منه فأراد أن يطمئنها ورفع يده التي تمسك يدها ومسح بها بحنان على شعرها الذي طالما إعجابه
تحول تلك الخۏف الذي كانت تشعر به إلى مشاعر غريبة أول مرة تشعر بها
هادئة يستكشف بها سحرها
تفاجأت من تلك التي سرعان ما انتهت ولكنها تمنت ألا تنتهي
الفصل