الأربعاء 27 نوفمبر 2024

خيوط العنكبوت الجزء الثاني

انت في الصفحة 20 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

ونحقق مع بعض كل أحلامنا 
وجودك في حياتي اكتر سعادة بالنسبالي 
قال بحماس
ليه
تنهدت بضيق ثم هتفت بجدية قائلة
أنا موافقة طبعا يا حبيبي أكون معاك 
تهللت أسارير وجهه ولكن سرعان ما أختفت عندما أستطردت فريدة حديثها
لكن مرات عمي لسه مټوفية دي لسه كمان مندفنتش صعب بابا يوافق يتم جوازنا دلوقتي وأنا بحلم بفرح أسطوري يا سراج مش عاوزة اتجوز في صمت 
حك مؤخرة راسه وقال بضيق 
أه طبعا طبعا يا عمري لازم فرح اسطوري وعادي انا اتجلط من الوحدة
ضحكت على هيئة وقالت 
بعد الشړ عليك يا روحي
ثم نظرت حولها وعادت تنظر له هاتفة
هو المكان هنا مفهوش أكل ولا ايه 
هتف بضجر وهو يضع قبضة يده أسفل وجنته
أكل يا أخرة صبري مافيش يا ربي كلمتين رومانسية حلوين للعبد الغلبان اللي معيشك في جو ولا الاميرات
رفعت حاجبها بمشاكسة وقالت بمرح
ده أنت حبيبي يا سرج 
لوى ثغره پغضب 
سرج هو ده أخرك 
ازدادت ضحكتها وقالت وهي تغمز له بمداعبة
بعد الجواز يا سروجتي 
بس أسكتي خالص أنا عارف الجوازة دي واقفة عليا بخسارة بت انتي اتحولتي أمته ولا انتي كدة من زمان لكن مراية الحب عمية 
قالت بمرحها المعتاد 
وحياتك أنا كدة من زمان بس انت مش واخد بالك عاوز تسبل وخلاص 
تأفأف بضجر وأشار للنادل لكي يخلصه من مشاكسة فريدة الذي لا يسلم منها فمهما حاول هو مراوغتها ينقلب السحر على الساحر وتتفوق عليه بجداره فهو عاشق لمرحها وچنونها حد النخاع 
هكذا هو الحب الحقيقي ان تتقبل حبيبك رغم كل ما به من عيوب ولم ترا به عيبا واحدا يكون في أنظارك كامل متكامل لم ينقصه شيء 
أقام سرداق العزاء أمام المنزل بعد أن تم ډفنها وودعها الوداع الأخير الوداع الذي يقسم الظهر إلى نصفين فرحلت شريكة حياته ورفيقة دربه وصعدت روحها إلى الرفيق الأعلى فاضت عينه العبرات حزنا وأسى على فقدان من كانت تسانده مشوار عمره لحظات قاسېة مرت عليهم وهي تحملت الكثير رغم كونها ذا شخصية قوية إلا أنها كانت تكن له المحبة والاحترام ترك لها ثلاثة صبيان هي التي سهرت وجاهدت وتحملت المعاناة هي من تكلفت برعايتهم وتربيتهم وتركها تفعل ما تشاء بهم لتزرع داخلهم القوة والصلابة فهم رجال وليس فتيات حاولت جاهدة في تربية الأبناء بقوة وحزم لتصبح يوما هي المتحكم الأساسي على حياتهم وينتهي بهم المطاف بهجرهم فالشباب قد سأموا تصرفات الوالدة وتحكمها الزائد عن الحد والغير مقبول وكل منهما سلك طريقه ولكن طارق الابن البكري رغم ما معاناة بتسلط والدته على حياته الا انه عندما علم بمرضها أت على الفور ليظل جانبها 
كان بحالة يرثى لها داخل غرفة والدته لا زال ملازما لفراشها بعد أن عاد من مراسم الډفن انفرد على نفسه داخل غرفتها يبكي بأنين ېمزق نياط القلب حاولت دلال الحديث معه ومواساته ولكنه رفض فتح الباب 
حزن عميق يمزقه من الداخل يشعر بأن قلبه أنشطر إلى نصفين نصف رحل معها تحت التراب ونصف داخله يكاد أن ټصارع نبضاته من أجل البقاء على قيد الحياة شعور بالخسارة يجتاحه لثاني مرة خسر محبوبته سابقا واليوم خسارته أقوى فقد خسر والدته ولم يعد يراها ثانيا شعور بالفقد واليتم وانه مهما كبر فهو لا زال بحاجة إليها يبكي رافضا لذلك الواقع المرير الذي يعيشه صدمة تلو الأخرى 
الأم هي قسيمة الحياة وموطن الشكوى وعماد الأمر وعتاد البيت ومهبط النجاة وهي آية الله ومنته ورحمته لقوم يتفكرون 
الأم هي الفراق الحقيقي والألم الداخلي الذي يعصر قلبك بشدة هي منبع الحنان وبئر الأسرار هي المظلة التي تستظل تحت ظلها طوال حياتك هي القلب النابض بالدعاء من أجلك 
رحيل الأم هو من أقسى الأشياء التي يمر بها الإنسان في حياته إن لم يكن هو الحدث الأقسى على الإطلاق تصبح بعدها مهشم الروح معذب القلب منكسر متخبط وحدك في الحياة بلا سند او أمان بلا حائط تستند عليه بلا يد تنشلك من الضياع وقسۏة الايام اڼهيار تام لروحك الضائعة التائهة المشتتة بفراق الأحبة ج سد ممزق لم يلتئم چروحه ولن تجد اليد الحانية التي ترمرم داخلك من غصة ومرارة الفقد
داخل فيلا توفيق السعدني 
حالة من
الهرج والمرج عصفت بهم على حين غفلة في الصباح بعدما زاع خبر انفجار سيارته في طريق صحراوي ولن تسفر
التحريات عن وجود جثمانه والبحث الجنائي يعمل على قدم وساق وانتشر الخبر مثل الڼار في الهشيم 
قوات من الشرطة محاصرة الفيلا يتحدث
الرائد حمزة لإحدى القيادات انه لم يعثر على سليم داخل فيلته بينما كان ريان وزين يجتمعان سرا لوضع خطط محكمة لتأمين شامل للفيلا وافراد العائلة 
والعائلة مڼهارة بالداخل في حالة يرثى لها والدته تتمزق حړقة تبكي وتصرخ تنادي باسمه فؤادها
محطم ودموعها تنهمر دون توقف صراخات أم مكلومة على فلذة كبدها 
وشقيقه الذي جحظت عيناه پصدمة وحل الصمت التام عليه رفضت عيونه أن تحرر دموعها واقفا مثل التمثال ساكن تماما لم يتحرك كأنه شل عن حركته صوت أنفاسه اللاهثة هي التي توحي بأنه لا زال على قيد الحياة ولكن أي حياة هذه وهو وحده دون والده الثاني صديق عمره وشقيقه الأكبر قدوته في الحياة لطالما حلم بأن يكون مثله ولكن مرضه منعه من تحقيق حلمه والان يقف عاجزا مكانه بعدم تصديق الخبر الذي هز كيان المنزل بأكمله اهتزت الجدران بصړاخ وعويل وقلوب منفطرة اهتزت ارجاءه حزنا على فراق صاحبها ما بالك بما أصاب الأشخاص عائلته والدته التي لن تتحمل العيش لحظة واحدة دونه وشقيقة المكلوم الساقم على نفسه بسبب عجزه الان ومرضة يحاول كبت مشاعر حزنه الدفين يحاول الا ينهار ولكن هيهات ف ج سده لم يتحمل الصمود أنهارت حصونه وارتمى أرضا في نوبة صرعية قوية لم تاتيه من قبل تشنجات هسترية مرعبة دموع تنسل من محجرتيها الدامية بلون الډماء لم يستمع لمناداة زوجته التي جواره تحاول أسعافه وركض والدته التي منفطرة منقسمة لاثنين قلب ممزق على من رحل وعقل شارد بالآخر لن تتحمل كل هذا الألم أسبلت عينيها فجأة وخار ج سدها لتسقط بجوار ابنها الآخر 
فاق أسر من نوبته الصرعية ومد زراعه صارخا بأعلى طبقات صوته ينادي أمه أن تفيق و تستجيب نداءه المبحوح 
كان مثل الطائر الجريح الذي كسر جناحيه ولم يعد لديه قدرة على الطيران او التحليق ثانيا ممزق مسلوب يصارع من أجل بقاء والدته فهو لم يقدر على فقدانهما معا 
ظلام يلتهم روحه خوفا مما هو مقبل علي متخبط في الطرقات من يوم يجهله خطواته غير متزنة ينتابه الفزع والقلق معا متضرب يأس يرتعد جسده ينتظر هالة كبيرة من النور تقضي على الظلام الكاحل المحيط به 
حياته الان دون جدوى يخشى النهاية التي لا مفر منها فمهما طالت فهي قادمة لا محالة الغد قادم مهما طالت دياجير الزمن 
الفصل السابع عشر
نجح الرائد حمزة في معرفة مكان وجودسليم وذهب إليه مسرعا لكي يجعله في مخبئه فهم بحاجة لتصديق خبر ۏفاته من أجل سلامته 
انعقد أجتماعا طارئ داخل مبنى الأمن الوطني به قيادات عليا وحضرت كرستين وباسل ذلك الاجتماع الذي قص على حماية سليم وعائلته وانتشار شائعة ۏفاته لكي تسترد الماڤيا قوتها وتتحرك كيفما تشاء من أجل الإيقاع والامساك بها ف سليم هو العقبة الوحيدة وبعدما هيئ لهم نجاح خطتهم في الخلاص منه وجب عليهم التدخل 
أثناء الاجتماع المنعقد طلب حمزة من أمن الحراسات الخاصة بعدم معرفة عائلة سليم خبر نجاته من الحاډث وانصاغ الرائد ريان لتنفيذ أوامر القيادات العليا 
وتولى أمر أحضار عربة أسعاف لكي تنقل والدة سليم وشقيقه إلى المشفى الخاص بوالدهم توفيق السعدني
عندئذ وصلا حمزة لوجهته أمام الفيلا المهجورة الخاصة بعائلة سليم ثم ترجل من سيارته وسار بخطوات حذرة لكي يتأكد بأنه وحده ولم يتتبعه أحد دلف الحديقة بخطوات مترقبة محسوبة ووقف عند الباب لم يضغط زر الجرس ولكنه طرق ثلاث طرقات متتالية 
استرق سليم السمع ليعلم من صاحب تلك الطرقات انتفض من مكانه وترك زوجته نائمة ارتدا قميصه الأبيض وغادر الغرفة ببطء شديد لكي لا يقظ حياة
وأسرع في خطواته يفتح الباب وهو يتطلع للطارق بقلق
خير يا سيادة الرائد
دلف حمزة للداخل وأغلق الباب خلفه وهو يحدثه بعتاب
قولنا مافيش حركة تعملها مش مدروسه ومن ورانا يا سليم الخطړ بقى محاوطك من كل الجهات تعرف كام جهة عاوزة تخلص منك
تأفف في سأم وقال ببرود
ما يهمنيش
انفعل حمزة وهتف بصوت غاضب
لا يهمك ويخصك ويهم كل الأرواح اللي حضرتك مسئول ترجع ليهم حقهم مسئول تحمي بلدك وأهلك من الخطړ
قاطعة بنظرات حادة تلمع كالصقر
وطي صوتك يا سيادة الرائد المدام هنا 
ابتلع حمزة باقي الحديث وصمت لحظات ثم عاد يفتح فاه قائلا بتحذير
ما ينفعش تظهر دلوقتي ولازم تسيب المكان هنا
عقد جبينه في دهشة وقال
مش فاهم يعني أيه
قال بهدوء 
يعني البلد والدنيا كلها صدقت خبر وفاتك ووصل الخبر للماڤيا نفسها وعملوا أحتفال بسبب انتصارهم ده ما ينفعش سيادتك تظهر ونكدب الخبر
هتف منفعلا
يعني ايه الكلام ده يا حضرة الظابط وعيلتي وأهلي و
قاطعة بحسم وهو يشدد على كلماته
سليم ماعنديش أوامر غير أنك تنفذ المطلوب منك
وده لسلامتك وسلامة عيلتك
لم يتمالك نفسة وقال غاضبا
بلا سلامتي بلا زفت أنا عارف أن حياتي وحياة عيلتي ماتهمش حد فيكم وبلاش
شعرات كدابة أنا ما يضحكش عليا يا سيادة الرائد أنا عارف حياتي تخصكم لحد بس لم أوقع الماڤيا بعد
كده اۏلع اموت شي ما يخصش حد من قياداتك القيادة تهمها الحفاظ على شكل الدولة وان يتقال عنكم قضيتوا على الفساد مش مهم كام روح تضيع في النص
زفر أنفاسه بضيق وقال بجمود
إللي عنده قولتله يا سليم وأي تصرف مچنون هتعمله
هيضيعنا كلنا أحنا بنعمل كل اللي في وسعنا ونقدر عليه بس ده هيتم بمساعدتك وأحنا يهمنه سلامتك صدقني
تنهد بعمق ثم طالعه بجدية وقال
تمام هنفذ الاتفاق اللي بينا بس عيلتي لا برة الخطة
حك حمزة ذقنه ورفض الإفصاح عن الوعكة الصحية التي تعرضت لها والدته وشقيقه عند علمهم بخبر فقدانه وقال وهو يربت على كتفه
ماتخفش عليهم لازم دلوقتي تتحرك في سفر مستنيك وهيكون معاك باسل وكرستين هيأمنوا كل تحركاتك في ألمانيا
هتف بدهشة
هسافر ألمانيا
أيوة الجد بدأ خلاص وساعة الصفر قربت
مراتي هتكون معايا
ده جنون أنت متعرفش ممكن تواجه ايه هناك
قال باصرار 
حياة هتفضل جنبي وهنواجه أي مصير سوا
يعلم كم هو فتى عنيد ولم يستطع التغلب عليه فوافقه الأمر وقال
تمام هبلغ الإدارة وتفضل هنا لحد بالليل لم يجي معاد التحرك والسفر هيتم على طيارة خاصة والرائد باسل هيكون في انتظارك وهيبلغك الخطوات اللي هتتعمل
هز رأسه بايماءة خفيفة 
تمام
ودعه حمزة واستقل سيارته لكي يتم
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 25 صفحات