من نبض الۏجع عيشت غرامي
واللي محبش حد يبص لهم بطرف عينه واصل
وخلي بالك عشق العمران مختلف تماما عن اللي بتسمعيه اليومين دول عشق الصعيدي اللي بحق ياحبيبي .
لم يهمها ماقال ولم تهتم بشدة لما سمعته أذناها منه ولكن حينما أنهى كلماته حبيبي وكأن أذناها أطربت وكأن الزمان وقف عند تلك الكلمة ووجدت لسانها ينطق بهمس دون وعي
ثم همس بصوت رجولي خشن
_ سكون .
أجابته بنفس الهمس برقة
_ نعم .
انطلق فاهه بالكلمة التي انتظرتها سكون أخيرا
_ أني عايز أتجوزك على سنة الله ورسوله عايز أجيب الحاج سلطان والحاجة زينب وأجي أطلب يدك مقادرش أصبر أكتر من إكده واصل .
بسم_الله_الرحمن_الرحيم
البارت_السابع
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
ثم همس بصوت رجولي خشن
_ سكون .
أجابته بنفس الهمس برقة
_ نعم .
انطلق فاهه بالكلمة التي انتظرتها سكون أخيرا
_ أني عايز أتجوزك على سنة الله ورسوله عايز أجيب الحاج سلطان والحاجة زينب وأجي أطلب يدك مقادرش أصبر أكتر من إكده واصل .
احقا عشقت رجلا لن يراكي إلا حلالا ولن يتمناكي إلا أميرة على قلبه
_ وه مسمعتش ردك ياسكوني معايزاشي عمران ولا ايه
دلفت الي غرفتها وارتمت على تختها وخلعت حجابها ثم نظرت إلي السقف وقالت بتلهف
ودمعت أعينها بفرحة وخللت أصابع يديها بين خصلات شعرها وهي متوترة وخجلة
_ لااا طبعا بس كل الحكاية إني مكسوفة شوي .
بدا شبح ابتسامة خفيفة على ثغره وهتف إليها وهو في بحر لهفته عليها
اجيب الحاج سلطان والحاجة زينب وأجي ولا عايزة تفكري وتاخدي وقت وتدرسي عمران
أراحت جسدها المهزوز من أثر كلماته على الكرسي الذي تجلس عليه وأجابته وهي تداعب خصلات شعرها
_ هقول لماما وأبلغك بالمعاد وتقدر تاجي وقتها وتنور بيتنا .
ارتسمت البسمة على محياه وتحدث بحب
_ مشتاق أووي إني أشوف المكان اللي اتولدتي فيه أكيد هيبقى حاجة رقيقة إكده زي اللي ساكناه .
_ لا والله ده مكان عادي شقة صغيرة إكده علي قدنا انا وأمي وأختي الصغيرة أما الكبيرة اتجوزت .
استمع إليها باهتمام ثم سألها
_ إنتي والدك مټوفي امته وإنتي صغيرة أووي ولا من قد ايه
أخذت نفسا عميقا وزفرته بحزن عندما ذكرها بأبيها وأجابته
_ بابا مېت من ١٢ سنة ماټ وسابنا واحنا في عز احتياجنا ليه ووجوده جمبنا
وتابعت كلماتها عن والدها بحنان واشتياق لذكراه
_ أني كنت متعلقة بيه كتييير أووي وكان بيحبنا إحنا التلاتة وعمره ماحسسنا غير إننا حوريات ومكانش مضايق علشان خلفته بنات لاااا كان حنين علينا حنية الدنيا بحالها .
انزعج كثيرا من نبرتها الحزينة وهي تتحدث عن والدها وشعر بالحزن لأجلها وردد
_ تعيشي وتفتكري معلش قلبت عليكي الأحزان وربنا يبارك في ست الكل ربت أحسن تربية ومقصرتش وياكو وطلعتكم بنات زينة ينضرب بيها المثل في الأخلاق.
اندهشت من طريقة كلامه عنهما وكأنه يعرفهما منذ زمن وسألته
_طريقة كلامك وكأنك عارفنا كويس مع إننا منعرفش بعض من كتييير أووي .
ابتسم لذكائها وهتف
_ وه مش سألت عنيكم وعرفت كل حاجة مش اللي بيحب حد بيحب يعرف عنيه كل حاجة واصل ولا ايه ياداكتورة.
مطت شفتيها بدلال وسألته
_ طيب عرفت ايه بالظبط ياحضرة عمران بيه
ضحك بخفة على دلالها وأجابها
_ سيماهم على وجوههم والجواب باين من عنوانه وانتي إكده كانك الطيبة عنوان ملامحك والهدوء هو جارك والطلة اللي تشبه الملايكة سكنك .
لااا عمران ارئف بحالتي ولا ترميني في بحور عشقك وأنا لم أتعلم السباحة بمهارة
فأنا لست خبيرة ولا قلبي يستطيع أن يلاحق قلبك ويجاريه بجدارة
استجمعت شتات مشاعرها المبعثرة على يد ذاك العمران ورددت
_ كلامك جميييل أووي ياعمران ومقدرش عليه براحة على قلبي .
ابتسم على هدوئها و رقة بدائية مشاعرها وهتف
_ لا من الأولة إكده هتفرفري واحنا يدوب بنقول بسم الله لاااا عايزك تبقي لينة معاى ومتوهيش مني ده اني خلاص هبقي جوزك .
دق قلبها بوتيرة سريعة وأردفت بخجل قبل أن تغلق الهاتف معه
_ لاا لحد إكده وكفاية مهتحملش واللي عايزه ربنا هو اللي هيكون هكلمك أبلغك بالمعاد في رعاية الله .
استمع إليها بدقات قلب تنبض عشقا لتلك الساحرة التي أسرته برقتها ونطق بعشق
_ واني في انتظارك ياسكوني في رعاية الله.
أغلق الهاتف كل منهما وظلا ينظران إليه ثم احتضناه كل منهم وكأنه شاهد على التقاء الأحبة
هبط عمران الأدراج وجد والديه يجلسان يشاهدان أحد المسلسلات
فحمحم قائلا
_ السلام عليكم كيفكم ياأبوي
_ وه بعد عنيها ياواد إنت هو إنت مفكر حالك لساك صغير ولا ايه .
رفعت زينب حاجبها باستنكار وردت هي عليه وهي تشدد من احتضان ولدها الوحيد
_ وه أه صغير وهيفضل صغير ومهيفارقش حضڼ أمه واصل حتى لو علامات الشيب علمت على كل ملامحه
وتابعت كلماتها بمشاغبة وهي تنظر إليها نظرات ماكرة انثوية
_ قول بقي إنك غيران عليا منيه ياحاج سلطان ولا معتعترفش .
نفض جلبابه و أجابها وهو يشعر بالضيق
_ وه زينب سبيكي من كيد النسا ده مهياكلش معاي
وبعدين أه بغير هو إنتي مش مرتى عاد ولا ايه .
ضحك عمران وكاد أن يتحدث إلا أن والدته أبعدته عن حضنها وهتفت باعتذار
_ معلش بقى يانن عيني مهقدرش على زعل بوك ده هو وزعله في كفه والدنيا بحالها في كفة تانية
وتابعت كلماتها وهي تراضي ذاك السلطان
_ خلاص بقي ياأبو عمران سيبته أهه بس متزعلش واصل.
ابتسم عمران على محبتهم وفرح لكونهم قريبين من بعضهم رغم كل السنوات إلا أن قلوبهم لازالت تنبض عشقا وتخيل حاله هو وسكونه حينما يصل بهم الزمان إلي ذاك السن فهل سيكونان مثل أبويه أم سيغيرهم الزمان
وحينما أتت سكون إلى باله تحدث لوالدته متسائلا
_ إلا قولي لي ياأم عمران إيه أكتر حاجة تتمنيها في الدنيا دي
اتسعت مقلتيها وأردفت بذهول
_ اوعى تقول انك خلاص نويتها ياولدي وأخيرا هتفرح قليب أمك ياحبيبي .
أماء برأسه بموافقة على كلامها وأردف بابتسامة
_ نويت ياأمي خلاص وعايزك إنتي وأبوي تروحوا تخطبهالي .
هللت بسعادة عارمة وانطلق لسانها بالزغاريد وهي تردد
_ ياألف نهار أبيض يانهار الهنا والفرحة الكبيرة هتاجيكي يازينب وهتشوفي ولدك الزين عريس
وأكملت باستفسار
_ اوعي تكون بتشتغلني ياواد ورب الكعبة هدبسك في أي واحدة من اللي اختارتهم لك قبل إكده .
أشار بكف يداه وهو يردد برفض قاطع
_ لاااا واحدة مين أني خلاص نقيتها ياأمي وهتعجبك قوووي وهتشوفي بقي نقاوة ولدك عمران عاملة كيف .
تحدث سلطان بفرحة وهو يسكت زينب
_ خلاص بقى يازينب اهدى إكده وخلينا نعرفوا هي مين وايه الحكاية عاد
ثم نظر إلى عمران وأكمل
_ تبقى مين ياولدي والله فرحت لك يابوي .
ربت على ظهر أبيه بحنو واردف بتوضيح
_ تعيش وتفرح يابوى هي اسمها سكون محمد المهدي بوها الله يرحمه كان شغال موظف في الوحدة المحلية تبعنا وسألت عنيه لقيته راجل كمل ومحترم والخلق كلياتها شهدت بأخلاقه .
هتف سلطان مباركا له وهو يربت على فخذيه بحنو
_ مبارك ياولدي طالما سألت عنيها وطلعت زينة وبنت ناس وكماني تكرم لجل يتمها والمصونة متعلمة ولا معاها ايه
أماء برأسه بموافقة وأجابه
_ أمال يابوي داي داكتورة نسا وتوليد وحاجة عال أووي ولما تشوفها هتقول لي يازين ماختارت بصوح .
هللت زينب وقامت من مكانها وانطلقت بالزغاريد وهي تدور حول نفسها في بهو القصر وهي تتغنى فرحا بعروس ابنها
_ الله أكبر اسم الله عليك ياولدي ربنا يجعلها عروسة الهنا والسرور ويبعد عنيك العيون اسم الله اسم الله .
ابتسم كلاهما على سعادتها والتعبير عنها بشراهة ومن ثم هبطت رحمة من الأعلى على صوتها وأتت وجد من بيتها المجاور لهم على تهليلها وهي تتسائل حيرة عن مكنون تلك الزغاريد فتسائلت رحمة
_ وه إيه الزغاريد دي كلها ياحاجة زينب هو العيد بكرة ولا ايه فرحينا معاكي عاد .
وضعت يدها على صدرها تهدأ من ضربات قلبها ثم اجابتها بعيون تشع سعاده
_واكتر من العيد يا بتي باركي لاخوكي اخيرا هيفرح قلب امه وهيتجوز .
كانت تلك الوجد تقف على اعتاب المنزل وما ان استمعت الى كلمات زينب حتى ابتعدت عن الباب وتنحت جانبا وهي تضع وجهها بين يديها والذي اصبح لونه بلون الجمر مما استمعت اليه ولم ياتي بمخيلتها فقد باءت جميع محاولتها بالفشل
ولكنها جزت على اسنانها پغضب شديد وتوعدت داخلها بان ستجعل هذا المنزل يضيء پالنار بدلا من الكهرباء مما ستفعله بهم فعمران بالنسبه لها عشقها التي حلمت سنين وسعت لأن يكون زوجها الأخير زوج العمر است بأن النيران تشب بين ضلوعها وتكاد تأكلها اكلا بل ان ۏجع النيران اهون من ۏجع
ذاك الخبر الذي سمعته للتو
هدات من حالها ورسمت وجه الحرباء التي تتلون بألوان مختلفة كي تخدع عدوها وتنقض عليه كي تفترسه ودلفت اليهم وهي تسأل بجدية مصطنعة وكأنها لم تعلم
_فرحينا معاكي يا حاجة يونوبك ثواب الفرحة بقى لها سنين مدقتش بابنا.
اخبرتها زينب بفرحة عارمة
_افرحي يا بت يا وجد اخيرا عمران ولدي هيتجوز وهيجيب لي الحفيد اللي ياما بحلم بيه منيه هو مخصوص .
كان عمران ينظر اليه بنظرات تحدي وكأنه يخبرها بأنه وعد ونفذ وبأنها لم تكن له سوى جارة فقط وليس لها وجود في قلب وعقل العمران بادلته نظراته بنفس التحدي وهي تردد بوجه مرتسم عليه الهدوء والسعادة بحرفية
_مبروك يا عمران ربنا يتمم لك على خير وتبقى عروسه الهنا والسعد .
رد عليها مباركتها بفتور وهو ينظر جانبا قاصدا فعلته تلك كي يشعرها بانها ليس لها مكانة ولا أهمية بالنسبة له وتبعد عنه
_ الله يبارك فيكي .
بعد تهاتفهم جميعا على عمران بالمباركات قامت وجد من مكانها وهي تقصد المطبخ قائلة
بفرحة مصطنعة
_انا هقوم أعمل شربات ونشرب حلاوة الخبر الجميل ده هو عمران ولد سلطان اي حد واصل لا ده زينه شباب الناحية بحالها .
ربتت زينب على ظهرها بحنو وهي تردد بامتنان
_منحرمش منيكي يا بتي وعقبال ما نجملوكي في الافراح يارب .
بادلتها الاخرى نفس الابتسامة المصطنعة ورددت
_ما تقوليش إكده يا حاجة كلكم اهنه زي اخواتي وعيلتي التانية واللي اول حد بلجأ له لما اكون تعبانة ولا في حاجة واصل .
دلفت الى المطبخ بخطوات تتهادى فيها وكأنها تخبره بأنها لن تستكين ولن تستسلم وحرب عشقها لن